لماذا يجب تنويع مصادر الدخل وليس الاستثمارات والأصول فقط

أحمد بكري

الجميع في قطاع الأعمال يتحدثون عن تنويع الاستثمارات الخاصة بك، لكن عدد قليل فقط من الأشخاص في هذا القطاع يتحدثون عن ضرورة تنويع مصادر الدخل من أجل توليد دخل سلبي.

وإذا كنت ترغب في الاستقلال المادي أو الوصول إلى الحرية المالية، يجب أن يكون هذا الأمر على رأس قائمتك.

تنويع مصادر الدخل يرتبط ارتباط وثيق بمفهوم مالي يُطلق عليه “نموذج بيركشاير هاثاواي” حيث نأخذ منهجاً ثنائياً في إدارة الأمور المالية الشخصية.

ويمكن أن يعني الفرق بين الإبحار في أوقات الكوارث الاقتصادية دون أي مشكلة، أو اضطراب النوم كل ليلة بسبب الخوف من عدم القدرة على الإطعام.

تنويع مصادر الدخل: وهم الأمان الوظيفي

عندما تبدأ رحلتك في الاستثمار أول مرة، من المرجح أن معظم دخل أسرتك – إن لم يكن كله – يأتي من وظيفتك الأساسية.

أي أنّك تبيع وقتك مقابل المال، والمبلغ الذي تكسبه في الساعة يعتمد على مهاراتك، ويختلف المبلغ حسب الوظيفة، ما إذا كنت طبيب أو عامل بناء أو ممرضة أو حارس، بسبب اعتبارات العرض والطلب.

وفي البداية تكون هذه الحالة مُرضية تماماً.

لكنها حالة لا يجب الاعتماد عليها لفترة طويلة، فليس هناك ما هو أكثر خطورة من الاعتماد على صاحب عمل واحد، أو اثنين لدعم دخل أسرتك.

وعلى الرغم من أن هذا يتعارض مع الحكمة التقليدية، التي تميل إلى التركيز على العمل كآلية رئيسية للأمان الاقتصادي، يجب أن تعلم أن الأمان الوظيفي ما هو إلا وهم.

في الحقيقة، يعتبر بعض الخبراء الاقتصاديين أن أصحاب المشروعات الصغيرة الذين يواجهون مخاطر السوق وتقلباته، هم في أمان أكثر من الموظف نفسه.

تخيل موظف تم تسريحه، أو على أفضل تقدير تم تخفيض راتبه، بسبب بعض المشاكل الاقتصادية العالمية أو المحلية، أو حتى بسبب انخفاض أسعار البترول.

المشكلة هنا، أن الموظف إذا فقد وظيفته لن يجد أموال جديدة كل شهر لشراء البقالة، أو دفع ثمن البنزين، أو بناء ثروته.

أمّا صاحب المشروع الصغير، فإذا كان ذكياً كفاية للاعتماد على أكثر من عميل ويعمل في أكثر من قطاع أو سوق، سوف يكون لديه دوماً الأموال الكافية للاستمتاع بمستوى معيشي جيد.

تنويع مصادر الدخل يساعد في التقاعد

العمل على تنويع مصادر دخلك مهم جداً لاستثماراتك، لأن هؤلاء الذين يتم تسريحهم من العمل، عادةً ما يذهبون إلى حساب التقاعد للإنفاق على المستلزمات الشخصية.

وحتى في حالة كان هناك صندوق طواريء يكفي لستة أشهر، قد تمتد فترة البحث عن عمل لأكثر من هذا.

في فترة الركود الكبير بين 2007 و 2009 قام العديد من الأشخاص في الولايات المتحدة بكسر حسابات التقاعد الخاصة بهم، مما عرضهم للكثير من الرسوم والضرائب قبل وصولهم حتى إلى سن التقاعد.

ويجب التأكيد على أن وجود رأس مال أو لا لن يفرق كثيراً، الفارق الحقيقي هو في التفكير الذكي.

فهناك الكثير من الأشخاص ممن يربحون اليانصيب يفلسون ويخسرون كل أموالهم، بسبب الإنفاق على سلع استهلاكية وليس أصول أو استثمارات.

ونفس الأمر لدى الرياضيين، الكثير منهم يخسر وضعه الاجتماعي بعد الاعتزال، لأنّه لم يكن يهتم بتنويع مصادر دخله، من خلال أشياء مثل شراء العقارات أو الأسهم.

طرق تنويع مصادر الدخل

هذه بعض الطرق والوسائل لتنويع مصادر دخلك الآن:

  • تنويع دخلك حسب فئة الأصول
  • تنويع دخلك حسب القطاع والصناعة
  • تنويع دخلك من خلال المخاطر المرتبطة
  • تنويع دخلك حسب المنطقة الجغرافية
  • تنويع دخلك بحسب البلد والنظام السياسي والعملة

أحد أفضل الأمثلة على تنويع مصادر الدخل يأتي من شخص أعرفه، فهو محام بارز وقام بممارسة القانون طويلة، لكنه اقتطع جزء من أرباحه في شراء محل آيس كريم مشهور في نفس المدينة.

في كل صيف، تمتد السيارات بطول المبنى حيث ينتظر الناس الحصول على الآيس كريم بالطعم المفضل لهم.

كان العمل بسيط جداً، لكنّه وفر مصدر آخر للدخل لهذا المحامي.

كما قام بعض أصحاب شركات المقاولات بتشغيل مشروعات أخرى، مثل غسيل السيارات، مما وفر تدفق مالي إضافي عندما ارتفعت تكاليف البناء بسبب المشاكل الاقتصادية.

المفتاح عندما تنوي تنويع مصادر دخلك أن تتذكر ألا تستثمر أبداً في شيء لا تفهمه، فالتنويع لا يعني إلقاء المال في الشارع.

وتعتمد طريقة تنويعك لمصادر الدخل على عدد من العوامل مثل:

  1.  مصلحتك الشخصية
  2.  الاقتصاد في هذا الوقت (بعض الأصول ستكون أرخص من غيرها بسبب الطبيعة الدورية الرأسمالية)
  3.  النسبة المئوية من الدخل التي يمكن تخصيصها لزيادة الاستثمارات
شارك هذا المقال