التحرش في مكان العمل والخطوات التي يجب اتخاذها تجاه هذا السلوك

أحمد بكري

يعتبر التحرش في مكان العمل هو أي سلوك غير مرحب به تجاه أحد الموظفين بحيث يؤدي إلى صعوبة في أداء المهام المسندة له، أو يجعل الموظف يشعر وكأنّه يعمل في بيئة عمل معادية.

قد يكون التحرش جنسي، أو عرقي، أو ثقافي، أو عُمري، أو ديني. وفي العديد من البلدان، هناك قوانين تحمي الموظفين من هذا النوع من السلوكيات أو إساءة استخدام السُلطة الوظيفية، إذا كان يمكن إثبات حقيقة التحرش.

عوامل التعرّف على التحرش في مكان العمل

بشكل عام، هناك العديد من العوامل التي يجب أن تكون موجودة حتى يتم التعرف على التحرش في مكان العمل.

أولاً؛ يجب أن يكون السلوك غير مُرحب به ومسيء للموظف، وثانياً؛ يجب على الموظف أن يعبر عن اعتراضه على هذا السلوك، مما يسمح للفرد المُخالف – الذي يتحرش – بتصحيح سلوكه في العمل.

أخيراً؛ يجب أن يكون التصرف ذو طبيعة تؤثر على قدرة الموظف على القيام بواجباته بالكفاءة والمسئولية المطلوبة.

أشكال التحرش في مكان العمل

بعض أشكال التحرش في مكان العمل هي أكثر شيوعاً من غيرها، ومن أكثر أنواعه التحرّش الجنسي الذي يحدث عندما يحاول أحد الأفراد أن يتقرّب بشكل غير لائق إلى موظف آخر في مكان العمل.

وقد يستخدم الشخص المُتحرش أساليب مثل أن الامتثال لرغباته الجنسية سوف يساعد الموظف أو يفيده بشكل ما في الوظيفة، سواء كان ذلك بضمان الاستمرار في العمل أو الحصول على ترقيات وخلافه من المميزات.

لهذه الأسباب، قامت العديد من الدول بسن تشريعات قانونية تحمي الموظفين من جميع الأجناس في محاولة للقضاء على التحرش في مكان العمل.

التحرش في مكان العمل

قد يتخذ التحرش أيضاً شكل آخر يقوم فيه الشخص المُتحرش بإطلاق النكات السامجة حول معتقدات الأفراد الشخصية، أو عمرهم، أو جنسهم.

وعلى الرغم من انتشار هذا النوع من المضايقات في أماكن العمل المختلفة، بدأ أصحاب العمل في السنوات القليلة الماضية باتخاذ تدابير أكثر تشدداً للقضاء على التحرش والمتحرشين.

بالإضافة إلى ذلك، تقوم العديد من الدول حالياً ببحث توسيع قوانين التحرش لتشمل الملاحظات غير المسئولة التي تتعلق بالدين أو الجنس أو العمر.

الإبلاغ عن التحرش في مكان العمل

مع نهاية القرن الماضي، بدأ العديد من أصحاب العمل إجراءات تُسهّل من الإبلاغ عن حالات التحرش داخل مكان العمل، بحيث يمكن مناقشتها سريعاً من الإدارة واتخاذ القرارات اللازمة.

وتهدف هذه الإجراءات إلى تسهيل التعرّف على مشكلة التحرش في مكان العمل بسرعة والعمل على حلها بحيث يشعر الجميع بالراحة في مكان العمل.

مع ذلك، يمكن أن تؤدي السياسة الداخلية لبعض الشركات إلى التقليل من شأن شكاوى حقيقية، كما يمكن أيضاً أن تؤدي إلى توجيه اتهامات كيدية ظالمة تجاه موظفين آخرين.

ولحل هذه المشكلة من الأساس، يقوم بعض أرباب العمل بعقد ندوات تثقيفية تهدف إلى مساعدة الجميع على فهم المزيد حول الثقافات، والديانات، والتوجهات المختلفة للموظفين داخل بيئة العمل. وبالتالي يُمكن تجنب السلوكيات المُهينة للآخرين داخل بيئة العمل.

لكن الأمر لم يتوقف عند حماية الشركات لمكان العمل من التحرش، بل أصبحت الدول أكثر تشدداً في التعامل مع هذه المسألة، من خلال سن التشريعات التي تحمي الأفراد من التعرّض للمضايقات داخل مكان العمل.

مصدر الصور: Pixabay

شارك هذا المقال