
إن شدّك العنوان ودخلت لتعرف ما هذا السلوك الذي يجعلك شخص ناجح ومتفوق على أقرانك من المتوسطين، دعني أولاً أخبرك من هو الناجح ومن هو المتوسط. الناجح هنا هو الشخص الذي يمكنه تحقيق أكبر نجاح ممكن إن توفرت لديه الظروف اللازمة لذلك، بينما المتوسط هو الشخص الذي دائماً ما يُعطي أداء متوسط، مهما كانت الظروف، وهذا هو حال غالبية الناس.
والآن دعني أقص عليك قصة قصيرة لرجل كبير في العمر كان يعمل فلاحاً في الريف، وبعدما اقترب موته بدأ يفكّر في توريث مزرعته إلى واحد من اثنين من الأبناء.
قام هذا الرجل بجمع ابنيه للتحدّث حول الأمر ثم قرر أن المزرعة سوف تذهب إلى الإبن الأصغر سناً.
بالطبع هذا الأمر جعل الإبن الأكبر يستشيط غضباً قائلاً “ما هذا الذي تتحدث عنه؟!” ولكن الأب لم يرد وظل ساكناً يُفكّر.
بعد ذلك خرج الأب بفكرة وقرر تنفيذها فوراً، فجلب الإبن الأكبر وطلب منه أن يذهب إلى مزرعة شخص آخر ليرى ما إذا كانت لديه أي أبقار للبيع، وبالفعل ذهب الإبن الأكبر وعاد قائلاً أنّه وجد ستة أبقار للبيع في المزرعة الأخرى.
شكر الأب إبنه الكبير على مجهوده، ثم جلب الإبن الأصغر وطلب منه نفس الطلب (أن يرى ما إذا كانت هناك أبقار للبيع في المزرعة الأخرى).
“كما قال صاحب المزرعة أنّه سيجلب بعض الأبقار الجيدة في الأسبوع القادم إن لم نكن متعجلين، وربما من الأفضل الانتظار، لكن إن كنّا بحاجة ماسة إلى الأبقار الآن، فإن صاحب المزرعة يمكنه توصيلها غداً”.

أي شخص ناجح لديه روح المبادرة
معظم الناس يفعلون فقط ما يُطلب منهم ويقومون بالحد الأدنى فقط من المتطلبات، كما يحتاجون إلى تعليمات محددة حول معظم الأشياء التي يقومون بها.
والعكس صحيح مع أي شخص ناجح في مجاله، فتجد لديه روح المبادرة للانخراط في الأمر والحصول على المزيد من المعلومات، ولا يحتاجون إلى إدارتهم طوال الوقت. كما أنّهم لا يقومون بالعمل فقط، بل يقومون به بالشكل الصحيح.
الأهم من ذلك، أولئك الذين يصبحون ناجحين عادةً تكون لديهم روح المبادرة بشكل دائم، فهم يتصلون بالآخرين، ويطرحون الأسئلة، ويضعون التوصيات، ويقدمون المساعدة، وينشرون الأفكار.
يتطلب النجاح أن تكون سباقاً ولا تنتظر أن تأتي الحياة إليك، هذا يعني أنك دوماً في حالة هجوم وليس حالة دفاع، يجب أن تكون نشطاً وليس سلبياً.
في كل شركة، هناك عدد قليل من الموظفين الذين يصعب استبدالهم، أمّا غالبية الموظفين فهم مثل الإبن الأكبر في القصة يمكن استبدالهم بسهولة. حيث أن غالبية الناس سلبيون ولا يرغبون في عمل أكثر مما يُطلب منهم، كما يجب أن يحصلون على تعليمات محددة للقيام بالعمل، ويجب إدارتهم طوال الوقت.
روح المبادرة تحتوي دائماً على درجة من الخطورة، فأنت تضع نفسك هناك وهناك احتمال أن تفشل، لكن أي شخص ناجح لا يفكّر في الفشل. أمّا القيام بما يقال لك بحذافيره لا ينطوي على أي مخاطرة ولا يجعلك تتحمل أي مسئولية، إنّه اللعب بأمان.
الخلاصة
هل أنت مُبادر؟ بكل تأكيد يمكن أن تُصبح كذلك. لكن إن لم تكن مُبادراً فإن الحياة لن تنتظرك.
إخلاء المسؤولية: لا ينبغي اعتبار محتوى هذا الموقع نصيحة استثمارية. الاستثمار عبارة عن مضاربة تقوم بها على مسؤوليتك الشخصية. وعند الاستثمار، يكون رأس مالك في خطر.