بالنسبة لكثير منّا، قد يأتي وقت ما نحتاج فيه إلى الانقطاع عن العمل لفترة من الوقت كي نستعيد طاقتنا وشغفنا قبل العودة إلى العمل مرة أخرى بنشاط. وفي بعض الأحيان يكون الانقطاع عن العمل لأسباب طارئة أو ضرورية، مثل إجازة الوضع التي تأخذها الأم قبل الولادة وقد تستمر حتى عامين في المتوسط.
وليس هذا فحسب، قد تكون الأسباب أيضًا هي البطالة أو العوامل الشخصية. أيًا كان السبب، فإن توقفك عن العمل لن يدوم وستحتاج إلى العودة إليه في وقت ما.
لكن العودة إلى العمل مرة أخرى بعد فترة توقف طويلة قد يكون أمرًا صعبًا على البعض، حيث يتفهم بعض المديرين وأصحاب الأعمال أسباب التوقف، لكن قد يشعر آخرون بالخوف من تعيينك، لأنّك قد تتوقف عن العمل لديهم في أي وقت.
ومع مرور الوقت وأنت لا تعمل، قد تحتاج مهاراتك وخبراتك الوظيفية إلى تحديث قبل العودة إلى سوق العمل مجددًا.
نصائح العودة إلى العمل بعد الانقطاع الوظيفي
هل أنت مثقل بالهموم؟ متوتر؟ لا تقلق، فقد جئناك اليوم ببعض النصائح التي تساعدك في العودة إلى سوق العمل بنجاح.
قيّم رغباتك واحتياجاتك الوظيفية
لا تغوص فورًا في البحث في مواقع نشر الوظائف. بدلًا من ذلك، خذ وقتًا للتفكير فيما تريد: ما نوع الوظيفة التي ستكون مُرضية بالنسبة لك؟ هل تريد العودة إلى منصب مثل المنصب الذي كان لديك قبل أن تنقطع عن العمل، أم تريد تجربة شيء مختلف قليلاً؟
ضع في اعتبارك ما ترغب في الحصول عليه من الوظيفة، ولماذا (بصرف النظر عن الأسباب المالية) تهتم بالعمل مرة أخرى. ضع في اعتبارك أيضًا احتياجاتك، سواء كانت متطلبات الراتب أو ساعات العمل المرنة أو أي شيء آخر.
كذلك، فكّر في فترة توقفك عن العمل. هل تعلمت مهارة جديدة، أو تطوعت في مهمة ما، أو بدأت في مصدر دخل جانبي، أو أخذت دروسًا تعليمية جديدة؟ حتى إذا لم تكن تعمل بنشاط، فقد يكون لديك إنجازات جديرة بالملاحظة لتذكرها أثناء المقابلات أو تضيفها إلى سيرتك الذاتية.
أعد التعرّف على صناعتك وشبكة علاقاتك
إذا مرت فترة طويلة منذ أن مارست العمل المهني، فقد تحتاج إلى إعادة التعرف على مجال عملك وفرص العمل فيه. بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها:
- ابحث في مجال عملك: اقض بعض الوقت على Glassdoor.com وما يشابهه من مواقع التوظيف، وأجر بعض الأبحاث عن الشركات ومجال عملك. قد تكون مهتمًا بشكل خاص بمعرفة نطاق الراتب للمناصب التي تهمك.
- الشبكة والعلاقات: تواصل مع زملائك السابقين لإعلامهم بأنك ستعود إلى سوق العمل. لا يمكنك الحصول على عملاء محتملين فحسب، بل قد تتمكن جهات الاتصال هذه أيضًا من إطلاعك على أحدث آفاق الصناعة، مثل اللاعبون الكبار، والمصطلحات الجديدة، وما إلى ذلك. اطلب من زملائك النصيحة والنصائح حول العودة إلى المسار المهني.
- حضور المؤتمرات والمقابلات الإعلامية: يمكن أن يساعدك إجراء مقابلات إعلامية غير رسمية على الشعور بآخر المستجدات في مجال عملك. سوف يساعد هذا في الحفاظ على تحديث مراجعك أثناء مقابلات العمل. يمكن أن تساعدك المؤتمرات أيضًا في الحصول على آخر المستجدات، فضلاً عن كونها فرصة لتوسيع شبكتك. حتى المشاركة في مجموعة LinkedIn ذات الصلة بصناعتك يمكن أن تساعدك على العودة سريعًا.
تحديث مهاراتك
أثناء البحث في المجال، قد تكتشف أن هناك عالمًا جديدًا تمامًا من المصطلحات. قد تكون البرامج الجديدة ضرورية. أو ربما الأدوات هي نفسها، لكن مرت فترة طويلة منذ أن استخدمتها.
إليك بعض النصائح المساعدة:
- التطوع: حتى لو كان ذلك لا علاقة له بمجال عملك، فإن التطوع على أساس منتظم يمكن أن يعيدك إلى التعود على بيئة منظمة، والتي يحب أصحاب العمل رؤيتها. ومن الرائع إذا كان التطوع يبني أو يحافظ على المهارات التي يرغب أصحاب العمل المحتملين رؤيتها في المرشحين.
- الفصول الدراسية: إذا كانت هناك منتجات أو برامج جديدة متوفرة وغير مألوفة لك، ففكر في أخذ فصل دراسي (سواء كان ذلك شخصيًا أو عبر الإنترنت). بمجرد إتقان المهارة الجديدة، يمكنك تضمينها في قسم المهارات في سيرتك الذاتية.
- النشرات الإخبارية والبودكاست وما إلى ذلك: قد لا تحتاج إلى مهارات جديدة إلى حد ما. بعض المجالات لا تتغير بسرعة. قد تحتاج فقط إلى تذكير نفسك بكيفية عمل الصناعة، سواء كان ذلك يعني استعراض كتبك المدرسية القديمة، أو حضور المؤتمرات، أو البدء في قراءة أخبار الصناعة، والاستماع إلى البودكاست، والاشتراك في الرسائل الإخبارية، وما إلى ذلك.
تدرب على مهارات البحث عن عمل
إذا كان من الصعب تذكر آخر مرة تقدمت فيها للحصول على وظيفة، فربما تحتاج إلى تحديث سيرتك الذاتية. (وربما ملفك الشخصي على LinkedIn أيضًا!) أثناء قيامك بتحديث سيرتك الذاتية، ضع في اعتبارك اختيار إصدار وظيفي، بدلاً من إصدار زمني. قد يساعد ذلك في التخلص من الفجوة في سجل التوظيف الخاص بك.
ستحتاج أيضًا إلى التدرب على إجراء المقابلات، وهذا يعني مراجعة إجاباتك على أسئلة المقابلة الشائعة وتجميع مجموعة ملابس للمقابلة.
وضّح سبب توقفك عن العمل… باختصار
إذا كانت فترة توقفك عن العمل طويلة، من الجيد أن تناقشها في خطاب التقديم الخاص بك، وأثناء المقابلات. خاصةً أن سؤالك عنها من قِبَل مسؤول التوظيف أمر محتمل.
وهنا بعض الأمثلة:
- لقد قضيت وقتا في رعاية قريب مريض.
- كان من المهم بالنسبة لي أن أكون في المنزل مع طفلي حتى الحضانة.
- لقد كنت أتطوع في جمعية خيرية للتشرد أثناء تلقي دروس مسك الدفاتر.
- لقد أمضيت السنوات القليلة الماضية في السفر في جميع أنحاء العالم، للعمل على مهاراتي اللغوية.
مهما كان سبب تواجدك بعيدًا عن المسار المهني، حاول أن تختصره في شيء موجز، ثم أعد المحادثة إلى العمل الذي قمت به قبل وقت غيابك.
المراجع
Nearly Half of Mothers Work, Take a Break, and Work Again. Why Is There Still Such a Stigma?