صقل مهارات موظفيك يمكن أن يكون أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لمستقبل الشركة، ليس فقط لمؤسس الشركة والمديرين الذين يحتاجون إلى تدريب الموظفين على أساليب وتقنيات جديدة ومختلفة، ولكن للموظفين أنفسهم الذين يتوقون للتعلّم والتكيّف والاستمرار في تقديم قيمة.
إذا كانت شركتك تقدّر موظفيك، فأنت بحاجة إلى الاعتقاد بأن تحسين المهارات – تعليم الموظفين مهارات إضافية أو تدريبهم في نفس المهنة بطريقة جديدة – يمكن أن يكون أمرًا بالغ الأهمية.
تكمن الأهمية مثلًا عندما يلوح تهديد الأتمتة على مناصبهم الوظيفية. وفقًا لدراسة أجرتها شركة McKinsey، من المتوقع أن تتقلص 40٪ من الوظائف في الولايات المتحدة حاليًا في أكبر الفئات المهنية، من دعم المكاتب والتجزئة إلى الطعام وخدمة العملاء، بسبب الأتمتة من الآن وحتى عام 2030.
الحاجة إلى صقل المهارات
حسب تقرير “مستقبل الوظائف لعام 2020” الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن سوق العمل المقيّد حديثًا والمتأثر بالركود، بالنسبة للموظفين الذين من المقرر أن يظلوا في مناصبهم، تبلغ نسبة المهارات الأساسية التي ستتغير في السنوات الخمس المقبلة 40%، وسيحتاج 50% من جميع الموظفين إلى صقل مهاراتهم أو إعادة صقلها.
ذو صلة >> وظائف المستقبل: أفضل 10 وظائف قادمة مستقبلًا
كما أن مهارات القوى العاملة طالما كانت مصدر قلق متزايد، لدرجة أن 79% من الرؤساء التنفيذيين العالميين قلقون من أن افتقار موظفيهم إلى المهارات الأساسية يُهدد النمو المستقبلي لشركاتهم.
فوائد تحسين مهارات موظفيك
هناك فوائد لاستثمار الموارد في تحسين مهارات الموظفين وإعدادهم لهذه الأدوار الوظيفية الجديدة والمتطورة.
خفض التكاليف
يمكن أن تكلف عملية توظيف موظفين جدد، والتي تشمل التوظيف والإعلان، أكثر بكثير من تحسين مهارات الموظفين الحاليين. وقد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل أن يشعر الموظفون الجدد بالراحة في أداء وظائفهم.
يدفع نمو الموظفين
وفقًا لمسح للموظفين بدوام كامل أجرته شركة الاستشارات التجارية Clutch، يعتقد 84٪ أن شركتهم يجب أن تشارك بشكل كبير أو إلى حد ما في مساعدتهم على بناء المهارات لإكمال مهاراتهم الوظيفية بنجاح.
مرة أخرى، يمكن أن يكون الدافع وراء هذه الاستجابة الساحقة هو الشعور بالإلحاح في ترقية مجموعات مهاراتهم. على سبيل المثال، في دراسة منفصلة، وجد مستشار الأعمال ويست مونرو أن 60٪ من الموظفين يعتقدون أن مجموعة مهاراتهم الحالية ستصبح قديمة في الواقع في السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة.
من خلال الاستثمار في موارد تحسين المهارات، أنت تثبت أنك تقدّر موظفيك الحاليين وأنك على استعداد وقادر على تزويدهم بفرص للنمو الوظيفي، والتي يمكن أن تكون حاسمة للاحتفاظ والولاء والتحفيز.
كيف تصقل مهارات موظفيك
يمكن أن تكون تنمية مهارات موظفيك حاجة ماسة لسنوات قادمة. فيما يلي دليل تفصيلي حول كيفية التعامل مع تحسين مهارات القوى العاملة لديك.
ضع خطة عامة للشركة
ربما لا تستفيد الشركة من تحسين مهارات الموظفين إذا تعاملت مع العملية بطريقة عشوائية. ابدأ بخطة على مستوى المؤسسة تحدد التالي:
- المهارات التي تمتلكها قوتك العاملة الحالية بالفعل
- المهارات الحاسمة التي يفتقرون إليها
- الموظفون الذين لديهم القدرة على صقل المهارات أو إعادة التدريب في الأساليب أو التقنيات الجديدة
- الأساليب التي ستستخدمها للتدريب
- ماذا سيحدث للموظفين الذين ليس لديهم القدرة على صقل المهارات أو لا يقومون بالتحسّن أثناء التدريب
- أنظمة الموارد البشرية والإدارة التي يجب أن تكون في مكانها الصحيح لتحقيق النتائج المرجوة، مثل خطة لكيفية تعيين موظفين مرنين وجاهزين للتغيير وموجهين نحو التكنولوجيا
حدد أين يجب تحسين المهارات بشكل أكبر؟
من خلال العمل مع رؤساء الأقسام وفرقهم، حدد المناصب التي تحتاج على الأرجح للتكيف مع التكنولوجيا الجديدة في المستقبل القريب. ضع في اعتبارك الآثار الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية خلال هذه العملية.
بالإضافة إلى ذلك، قم بتقييم ما قد تحتاجه المؤسسات في مجال عملك في المستقبل. على سبيل المثال، قد تبحث الشركات عن موظفين ماهرين في التكنولوجيا الجديدة مثل أتمتة العمليات الآلية أو علم المواد أو المحاكاة باستخدام التعلم الآلي الذي يمكنه التنبؤ بالنتائج وتبسيط العمليات. قد يحتاجون أيضًا إلى موظفين يتقنون المهارات الشخصية، مثل إدارة الفرق بفعالية وتطبيق الذكاء العاطفي.
بعد تحديد احتياجات تطوير المهارات الموضعية، اعمل مع فريقك لوضع خطة رسمية لكيفية توفير التدريب اللازم لموظفيك.
اختر طريقة أو طُرق تدريب موظفيك
هناك العديد من خيارات التدريب التي يجب مراعاتها عند إنشاء خطة تحسين المهارات الخاصة بك. بعض هذه تشمل:
- فصول تدريبية، إما داخليًا مع مستشارين ذوي خبرة، أو فرص خارجية بما في ذلك فصول جامعية وندوات
- الإرشاد والتوجيه من قبل مديرين من ذوي الخبرة في المهارات اللازمة
- فرص التدريب العملي مع الزملاء المهرة، والتي يمكن أن تكون فعالة أيضًا في نقل المهارات
- فرص التعلم مثل التدريب عبر الإنترنت، الذي أصبح مناسب أكثر في عصر العمل عن بعد، ومن المرجح أن يستمر في كونه وسيلة تعليمية قيمة مستقبلًا
توفير نظام دعم للموظفين
نظرًا لأن الموظفين يتعلمون تقنيات جديدة ويتكيفون مع ممارسات بيئة العمل المتغيرة أثناء تدريبهم على تحسين المهارات، فمن المهم أن يوفر أصحاب العمل نظام دعم للمساعدة في تخفيف أي مخاوف أو شكوك قد تكون لدى العاملين لديهم. تشمل مكونات نظام الدعم ما يلي:
- تعزيز المحادثات مع الزملاء الذين يتعلمون المهارات الجديدة معًا
- تسجيلات وصول دورية من متخصصي الموارد البشرية لمعرفة أداء الموظف
- تأهيل مهني جيد التخطيط عندما يكمل الموظف تدريب تحسين المهارات
- الإدارة الفعالة، وردود الفعل على الأداء، وتقديم المكافآت المناسبة والتقدير بعد الانتهاء
. . .
إذا كنت ترغب في استمرار نجاح شركتك يجب أن تضع في اعتبارك تحسين مهارات موظفيك باستمرار. فهذا لن يساعد في تحسين الأداء فحسب، ولكنه أيضًا يساعد في حفاظك على موظفين ذوي مهارات عالية في سوق أصبح تنافسي للغاية.