
في البداية، قوبل عرض إيلون ماسك للاستحواذ على تويتر ببعض المقاومة، حيث أثارت الشركة “حبة السم” لمنع ماسك من شراء الشركة. لكنها في النهاية قبلت العرض في صفقة رحب بها إيلون ماسك في تغريدة بعنوان “نعم!!!”.
لكن بعض أسابيع من الإعلان، يبدو أن رئيس تسلا وسبيس إكس شعر بالندم على شراء تويتر، لذا غرّد على تويتر – يا للمفارقة! – بأن الصفقة تم تعليقها مؤقتًا في انتظار التفاصيل بخصوص مزاعم الشركة أن الحسابات المزيفة تمثل أقل من 5% من المستخدمين.
كان هذا في 16 مايو الماضي، ويبدو أن تويتر لم تقدم ما يكفي من دلائل لدحض شكوك ماسك.
في تراجعه عن الصفقة يوم الجمعة الماضية، قال إيلون ماسك إنه طلب مزيدًا من المعلومات حول الحسابات المزيفة مرارًا وتكرارًا، لكن بيانات الشركة لم تكن واضحة.
ومع ذلك، يرى البعض أن اهتمام إيلون ماسك بالحسابات المزيفة ما هو إلّا إلهاء عن الهدف الحقيقي. ويشتهر موقع تويتر بوجود عدد كبير من الحسابات المزيفة عليه، حتى أنّه أعلن يوم الخميس أنه يزيل مليون حساب مزيف كل يوم.
ويجادل هؤلاء المشككون أن مشكلة الحسابات المزيفة والسخام ما هي إلّا سلاح استخدمه ماسك للتراجع عن الصفقة.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن إيلون ماسك عندما أعلن عن اهتمامه بالشركة، كان اقتصادها في مكان مختلف تمامًا.
وفي نهاية مارس الماضي، كانت قيمة سهم تسلا – حيث توجد معظم ثروة إيلون ماسك – أكثر من 1,000 دولار. وكان ماسك يشعر بالتفاؤل وقتها، لكن منذ أبريل فقدت تسلا حوالي ثلث قيمتها، كما كان أداء العديد من أسهم شركات التكنولوجيا الأخرى ضعيفًا.
وبدأت صفقة استحواذ إيلون ماسك على تويتر مقابل 44 مليار دولار تبدو مبالغًا فيها بعض الشيء.
إيلون ماسك يعرض شراء تويتر في محاولة استحواذ كامل
وبدأ العديد من مساهمي شركة تسلا في القلق من أن وقت ماسك – المنتشر بالفعل بين شركات نيورالينك وسبيس إكس وتسلا وبورينغ كومباني – سيكون محدودًا بعد الاستحواذ على تويتر.
وكانت هناك مشاكل أخرى، حيث زعم ماسك أنه يرغب بالاستحواذ على تويتر لأن الأخير ضل طريقه، وأراد أن يدعم حرية التعبير بشكل أفضل. ومع ذلك، لم تتوافق تصريحاته حول إدارة الشركة مع هذه المزاعم.
كذلك تواجدت مشكلة التعامل مع موظفي تويتر أنفسهم، حيث صرّح ماسك أن تويتر له انحياز يساري، وقال مازحًا أنّه سوف يستخدم مكتب الشركة الرئيسي كمأوى للمشردين. وكان العديد من العاملين في تويتر قلقين من أسلوبه المتعجرف – على حد تعبيرهم – وأنّه قد يفسد سنوات من سياسة الاعتدال المدروس.
وخطة ماسك نفسها لموقع تويتر كانت طموحة للغاية، حيث زعم بقدرته على تحويل عدد المستخدمين النشطين من 200 مليون إلى 900 مليون بحلول عام 2028. ومع ذلك، لم يقدم رؤية واضحة لتحقيق هذا الهدف.
في رأي منتقدي ماسك، فقد اشترى الشركة بسعر مرتفع، ولم يحبه معظم الموظفين، ولم يقدّم رؤية واضحة لها.
بينا يرى المؤيدون أن ماسك كان سيغير تويتر نحو الأفضل، وسيعيد دونالد ترامب للتغريد، ويكبح جماح قيود تويتر على حرية التعبير. ولكن بعد تراجعه على الصفقة، يبدو أنه لن يحصل على فرصة للقيام بهذا.
ومع كل هذا، الصفقة لم تنته بشكل كامل بعد.
حيث زعمت تويتر أن ماسك مُلزم قانونًا بشراء الشركة، بالسعر المتفق عليه. وقال عضو في مجلس إدارة تويتر “بريت تايلور” أنهم سيرفعون الأمر إلى المحكمة.
ولكن هذه المزاعم تبدو غريبة للغاية، كيف سيشتري إيلون ماسك شركة لا يريدها ويدفع 44 مليار دولار رغمًا عنه؟!