تكتسب تكنولوجيا البلوك تشين زخمًا كبيرًا في قطاع العقارات، وهو قطاع ضخم بالفعل تبلغ قيمته عالميًا أكثر من 326 تريليون دولار أميركي.
تُعد تكنولوجيا البلوك تشين أكثر من مجرد وسيلة فارهة يمكن لبائعي العقارات الفارهة تقديمها للعملاء فاحشي الثراء، حيث يمكنها مساعدة الحكومات والشركات والأشخاص الذين يتطلعون إلى شراء أو استئجار منزل.
وفي يلي خمس جوانب مهمة يمكن لتقنية البلوك تشين من خلالها أن تساعد قطاع العقارات.
رؤوس أقلام
1. البحث عن العقارات
تبدأ العملية برمتها لأي شخص بالبحث عن عقار، وهنا تظهر أولى المشاكل.
تُشير الإحصائيات أن 93% من مُشتري المنازل في الولايات المتحدة يستخدمون المواقع الإلكتروني في العثور على المنازل. وقد تنخفض هذه النسبة بعض الشيء في سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولكن سوق العقارات عبر الإنترنت يكتسب مزيدًا من المستخدمين كل يوم.
هذه المواقع تربط المشترين والبائعين وتسمح للمشترين المحتملين باستخدام الفلاتر لتصفية المعايير التي يريدونها في عقاراتهم المثالية، فلاتر مثل المساحة والموقع الجغرافي والسعر وغيرها.
ومع ذلك، فإن مواقع الويب 2 هذه لا تخلو من العيوب.
قبل كل شيء، غالبًا ما تكون معلومات الملكية العقارية المستضافة على هذه المواقع غير دقيقة أو غير كاملة. كما يمكن أن يؤدي تجزئة البيانات عبر منصات متعددة لبيع العقارات إلى حدوث ارتباك. وهنا يأتي دور تكنولوجيا البلوك تشين التي يمكنها حل هذه المشاكل بعدة طرق.
- بدلًا من وضع نفس المعلومات حول الممتلكات العقارية في منصات متعددة يدويًا، يمكن للوكلاء والبائعين وضعها في قاعدة بيانات بلوك تشين مرة واحدة.
- والبيانات التي يتم إدخالها في البلوك تشين لا رجوع فيها ولا يمكن تغييرها.
- قد تبدأ الأنظمة الأساسية المستقبلية في التعامل مع مهام مثل الإدراج والدفع والتوثيق القانوني.
2. العمولات والرسوم الأخرى
الفائز الرئيسي في المعاملات العقارية التجارية والسكنية ليس البائع، ولكنه الوسيط “السمسار” الذي يربط بين المشتري والبائع، أيًا كانت صورته: سمسار، أو وكيل عقاري، أو مصرفي، أو محامي.
كلما زادت رغبة الأطراف في إنهاء الصفقة، زادت نسبة الوسيط، مما يعني أنّهم يخسرون الكثير من المال. ومع ذلك، يقول تقرير من Deloitte أن تكنولوجيا البلوك تشين يمكنها تغيير طريقة عمل المعاملات العقارية.
عبر الجولات الافتراضية، والتواصل المباشر بين المشتري والمالك، يمكن للمتعاملين تجنب الوسطاء وتوفير المال دون مخاطرة.
في بعض الأحيان يكون المبلغ المُدخر من هذه العملية كبيرًا، حيث يطلب بعض السماسرة نسبة تصل إلى 6% من المعاملة العقارية، وإذا حسبتها على عقار بقيمة 200,000 دولار مثلًا، هذا يعني توفير 12,000 دولار.
3. التمويل والاقتراض
التمويل هو مشكلة أخرى في مجال العقارات. حيث يتعين على المشتري الانتظار أيام وأسابيع للموافقة على الرهن العقاري.
حتى الآن تظل عملية الاقتراض يدوية إلى حد كبير، الأمر الذي يؤدي إلى تأخير في التسوية ويؤثر على التدفق النقدي للمستثمرين.
يمكن للمؤسسات المالية التقليدية الاستفادة من تكنولوجيا البلوك تشين في توحيد المعلومات التي تم التحقق منها، ومشاركة البيانات بأمان، ومراقبة المعاملات غير القابلة للتغيير، وتسوية المدفوعات في الوقت الفعلي.
عبر رقمنة القرض أو الرهن العقاري، يمكن برمجة بيانات ذات الصلة مثل حقوق الملكية وسجل سداد القرض بسهولة. ويمكن للعقود الذكية جمع وتوزيع المدفوعات على المستفيدين مع تقديم التقارير إلى الهيئات التنظيمية.
كما تعمل منصات العقارات القائمة على البلوك تشين على تسهيل شراء المنازل وتقليل مخاطر الاحتيال في الوقت نفسه.
4. اتخاذ القرار للمستأجرين والملّاك
كل ما علينا فعله هو تذكّر انفجار فقاعة العقارات في عام 2008 لإدراك مدى أهمية شفافية البيانات في استقرار السوق.
لا يمكن التراجع عن ما تم إنجازه، لكن إذا كانت البيانات متاحة لجميع النظراء على الشبكة وغير قابلة للتغيير، يمكنها أن تمنع حدوث الأزمة العقارية التالية.
حيث يمكن لأي شخص استخدام البلوك تشين للتحقق من جميع الوثائق والعثور على أفضل خيار ضمن ميزانيته لشراء العقارات.
اقرأ: هل يحق للمالك رفع الإيجار؟ وماذا تفعل في هذه الحالة؟ >
5. إدارة سند الملكية
أخيرًا وليس آخرًا، تمتلك تكنولوجيا البلوك تشين القدرة على جعل عمليات نقل الملكية أبسط وأسرع عن طريق إزالة العامل البشري من المعادلة.
غالبًا ما يكون نظام إدارة سندات الملكية الحالي مجزأ وصعب الإدارة. حيث تستغرق المؤسسات البيروقراطية وقتًا لمعالجة المعلومات المتعلقة بتغيير الملكية، مما قد يسبب مشاكل في المحكمة أو عند بيع العقارات.
على البلوك تشين، سيكون لكل منزل أو عقار عنوان رقمي محدد يجعل من السهل تتبع الملكية. لكن البلوك تشين لن يلغي الحاجة إلى التوثيق.
على العكس من ذلك، فإن تطبيق التكنولوجيا سيجعل الأعمال الورقية أسرع وأكثر كفاءة.
آفاق قطاع العقارات في عصر البلوك تشين
لا نقول أن البلوك تشين سيهيمن يومًا ما على قطاع العقارات تمامًا، ويلغي الحاجة إلى الأعمال الورقية والاستشارات العقارية. لكن يمكن النظر إليها كبديل عن العملية التقليدية.
تعمل تكنولوجيا البلوك تشين على تبسيط الحياة بشكل كبير للناس المؤمنين بالمستقبل والذكاء الاصطناعي وتطبيقات الويب 3.