للمرة الأولى على الإطلاق، تستضيف كأس العالم دولة قطر من الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تساهم البطولة التي تجذب المشجعين من جميع أنحاء العالم بأكثر من 20 مليار دولار في الاقتصاد القطري.
أخيرًا وبعد طول انتظار بدأت منافسات بطولة كأس العالم 2022، وعلى الرغم من سير البطولة في الشتاء إلّا أن هذا لم يمنع المشجعين من جميع أنحاء العالم من المتوافد على قطر لمشاهدة أغلى كأس عالم على الإطلاق من حيث التكلفة.
حيث تُشير التقارير إلى إنفاق قطر أكثر من 220 مليار دولار منذ عام 2010 على التجهيزات والتحضيرات للبطولة، أي أكثر 15 مرة مما أنفقته روسيا على كأس العالم 2018.
وليس هذا فحسب، فقد أنفقت قطر 300 مليار دولار لتحديث البنية التحتية، يشمل هذا مترو الدوحة وعدّة آلاف من الكيلومترات من الطرق الداخلية والسريعة، ومطار جديد، ومدينة جديدة، وميناء جديد.
بحسب بعض التقارير، يقدر بعض المحللين ارتفاع الناتج المحلي لقطر بنسبة 4.1% بنهاية العام الجاري بفضل كأس العالم.
وبين عامي 2022 و2030 سيكون الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة في المتوسط 3.2%، وتساهم بطولة كأس العالم بأكثر من 20 مليار دولار في الاقتصاد القطري خلال 2022.
ارتفاع النمو يعني زيادة الإنفاق الاستهلاكي
بحسب تقرير من موقع زاوية، فإن مشجعي كرة القدم في المنطقة سينفقون أكثر على النشاطات الاجتماعية والمغامرة مقارنةً بكأس العالم الماضية.
وحسب بيانات استطلاع جديد، أشار أكثر من نصف المشاركين (54%) في قطر و45% في السعودية و42% في الإمارات إلى أنهم سينفقون أكثر مما فعلوا مع كأس العالم الماضية.
علاوة على ذلك، من المتوقع أن يشهد كأس العالم زيادة في الطلب على الطعام، وذكر التقرير أن مستويات طلب الطعام ستشهد ارتفاع بنسبة 80% في أوقات الذروة أيام المباريات، مقارنةً بالأيام العادية.
كما كشف تقرير من الجزيرة أن قطر شهدت بالفعل تدفقات خارجية بقيمة 4 مليارات دولار، وتفوقت الأسهم القطرية (QSE) على نظرائه في الفترة التي سبقت الحدث الرياضي الضخم.
ومن المتوقع أن يستمر هذا حتى بعد مرور عام على البطولة.
وتشير التقارير إلى أن مؤشر بورصة قطر -الذي يقيس أكثر 20 سهمًا سيولة وأكبرها في البورصة- نما بنسبة 24.7٪ في بداية العام حتى أبريل 2022. ومع ذلك، بينما انخفض واستقر لفترة من الوقت، فقد ارتفع بنسبة 12.1٪.
بصرف النظر عن التأثير الاقتصادي ونمو الشركات الكبيرة، سيشهد قطاع المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في المنطقة أيضًا نموًا كبيرًا.
كان هذا القطاع، أحد أكبر المحركات الاقتصادية في قطر على مدى السنوات العشر الماضية.
وخلال حلقة نقاشية في منتدى GWC 2022 في الدوحة في نوفمبر، صرح سيد معاد، الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال في قطر، أن القطاع سيشهد نموًا كبيرًا في السنوات القادمة.
وقال أيضًا إنه في السنوات الأربع الماضية، كان هناك نمو من حيث مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة في اقتصاد قطر.
الشركات الناشئة في قطر
تُظهر الشركات الناشئة في المنطقة أيضًا اهتمامًا كبيرًا بكأس العالم.
حيث تقدم شركة Arvex التكنولوجية الناشئة التي تتخذ من الدوحة مقراً لها جولات 360 درجة للواقع الافتراضي في استاد خليفة الدولي في الدوحة.
وفي محاولة لجلب أعلى أشكال التكنولوجيا إلى كأس العالم، ضخت المنطقة تمويلًا لشركة sKora وهي شركة قطرية ناشئة في مجال التكنولوجيا.
سيساعد الذكاء الاصطناعي (AI) الذي تستخدمه منصة sKora في تحديد المواهب وإعداد الرياضيين على أساس رؤى قيمة.
حيث تقوم أنظمة sKora بتقييم السمات والمهارات والأداء الفريد للرياضيين لإنشاء بيانات ورؤى مدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي بدورها سترسم المسار الوظيفي المناسب لهم.
بالنسبة لقطر، كأس العالم هو وسيلة لعرض ورعاية المزيد من الصناعات في المنطقة وتجاوز اعتمادها على النفط والغاز.
حيث أن العمل مع شركات ناشئة مثل Arvex يشجع المزيد من الشركات المحلية ورجال الأعمال.
وقدمت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر Challenge22 الإرشاد والمال والتدريب للشركات الناشئة والأفكار التي كان لها القدرة على المساعدة في استعداداتها لكأس العالم.
حيث حصل مدرس فيزياء من جامعة فرجينيا كومنولث على منحة للبحث عن مركب البوليسترين لمواد العزل لاستخدامها في كأس العالم.
وحصلت مجموعة من المهندسات السعوديات -كلهن من النساء- استخدمن نفايات النخيل لصنع مقاعد في الاستاد، على منح مادية.
مع انطلاق كأس العالم قطر 2022، يتم تعزيز المواهب القطرية وريادة الأعمال بقوة وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف تسير الأمور بعد الحدث الكبير.