تُشير تقارير إلى أن خطة «رؤية المملكة العربية السعودية 2030» لتنويع اقتصاد المملكة تتقدّم بخطى سريعة وتفوق العديد من أهدافها المرسومة.
وتظهر إنجازات المملكة في العديد من القطاعات خلال عام 2022 أنها تتجاوز العديد من أهداف «رؤية 2030»، مما يعزز جهود التنويع الاقتصادي للمملكة في سعيها لتخفيف الاعتماد على إنتاج وتصدير النفط.
التحوّل الاقتصادي
وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية المعقدة التي يشهدها العالم، فإن الاقتصاد السعودي ينمو بوتيرة فائقة، وقد حقق في عام 2022 معدل نمو بلغ 8.7٪ في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي مقارنة بعام 2021، مما يعكس أعلى معدل نمو للدول العشرين الكبرى وأعلى معدل نمو وطني منذ عام 2011.
وتجاوزت قيمة الناتج المحلي الإجمالي بأسعار السوق الحالية 4.1 مليار ريال (1.09 مليار دولار)، مما يعكس نموًا قدره 27.6٪ مقارنة بالعام السابق.
وحققت المملكة أيضاً نسبة 59.5٪ من المحتوى المحلي في قطاع النفط والغاز مقارنة بالنسبة المستهدفة التي بلغت 37٪ في عام 2022.
ذو صلة: السعودية تفتتح أربع مناطق اقتصادية جديدة لتعزيز الاستثمار
وتهدف تعزيز المحتوى المحلي إلى زيادة مشاركة الشركات المحلية والمواطنين في سلسلة توريد الصناعة، مما يمكن أن يؤدي إلى النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل ونقل تكنولوجيا.
وبحسب التقرير، فإن المملكة تجاوزت أيضاً أهدافها لحصة الصادرات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 6.3 نقطة مئوية، لتصل إلى 25٪ في عام 2022.
كما تجاوزت نسبة القروض الممنوحة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة كنسبة من القروض المصرفية الهدف الأساسي المستهدف بنسبة 2٪ في العام الماضي بتحقيق نسبة 8٪.
سوق العمل
وفيما يتعلق بالوضع الوظيفي، فقد أدى إطلاق وظائف جديدة في المملكة إلى انخفاض كبير في معدل البطالة بين السعوديين، حيث بلغ 8٪ في الربع الرابع من عام 2022، مقابل 11٪ في عام 2021، وهذا يؤكد ارتفاع معدل مشاركة السعوديين في سوق العمل وجاذبية السوق العمل ودوره في توظيف الكوادر الوطنية.
وكشف التقرير أيضًا أن نسبة خريجي الجامعات الذين ينضمون إلى سوق العمل خلال ستة أشهر من تخرجهم بلغت 32٪ مقابل الهدف المستهدف الذي بلغ 13.3٪.
كما بلغت نسبة العمال ذوي الاحتياجات الخاصة في السوق 12.4٪ مقارنة بالهدف المستهدف الذي بلغ 7.7٪.
وقد تضاعفت مشاركة النساء في سوق العمل منذ عام 2016 لتصل إلى 34.5٪ في عام 2022، متجاوزة الهدف المحدد الذي بلغ 22.8٪.
وساهمت الإصلاحات التي قامت بها الحكومة في تمكين المرأة السعودية في رفع مشاركتها في المناصب الإدارية إلى 41.1٪ بحلول نهاية عام 2022.
وكانت المملكة من بين أفضل ثلاث دول تحسنًا في العالم فيما يتعلق بتقليل الفجوة بين الجنسين. وتم تكريم المملكة أيضًا كأفضل مُحسّن للمرأة في مجال تمكين المرأة من قبل البنك الدولي.
اقرأ: السعودية تقود نشاط إنشاء الفنادق في الشرق الأوسط
السياحة
وفيما يتعلق بالسياحة، تشهد المملكة ازدهارًا ملحوظًا في السياحة، حيث نمت القطاع بنسبة 121٪ في عام 2022، مما يجعلها الوجهة الأسرع نموًا في مجموعة العشرين، مقارنة بالمتوسط العالمي قبل كوفيد-19.
ذو صلة: السعودية تهدف إلى جذب 30 مليون حاج بحلول 2030
شهدت المملكة العربية السعودية وصول 94 مليون سائح داخل حدودها خلال عام 2022، ومن بينهم 16.5 مليون كانوا من الخارج بينما بلغ عدد السكان المحليين 77.6 مليون.
تم إنشاء ما يصل إلى 909,000 وظيفة مباشرة في قطاع السياحة، والتي تجاوزت الهدف المتوقع لعام 2022 والبالغ 617,000 بنسبة 139 في المائة.
أهداف الاستدامة
تعمل رؤية المملكة 2030 على التخفيف من تأثير التغيرات المناخية وتحفيز العصر الأخضر، على الرغم من أن المملكة تعد من الدول الرائدة في إنتاج النفط.
ومن خلال إطلاق مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الخضراء، تأكدت رؤية المملكة 2030 من أن الاستدامة والحفاظ على البيئة هما أساس ثابت في خططها التنموية والمشاريع الرئيسية.
وقد وضعت مبادرة الشرق الأوسط الخضراء خارطة طريق لتحقيق مستقبل أكثر استدامة وخضرة، ليس فقط للمملكة، ولكن أيضاً للمنطقة والعالم كله.
اقرأ: أكثر من 24 مدينة ترفيهية حصلت على تراخيص العمل في السعودية
وضمن هذه الخطة، أعلنت المملكة العربية السعودية زرع حوالي 50 مليار شجرة في عام 2022، وخلال نفس الفترة تضاعفت مساحة الأرض المغطاة بالأشجار في المملكة 12 مرة.
وعلاوة على ذلك، تم استعادة 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، والتي من المتوقع أن تساهم في تقليل 2.5 في المائة من الانبعاثات العالمية.
ويساعد كل هذا الجهد الهادف إلى تحقيق الهدف الأسمى للمملكة، وهو الوصول إلى صافي صفر للانبعاثات الكربونية بحلول عام 2060.
وفي كلمته في التقرير، قال الملك سلمان: «تسجل تاريخنا أعظم وأنجح مجموعة من الأغراض الموجهة لبناء دولة حديثة ترتكز على المواطن، وتعتمد على التنمية، وتهدف إلى الازدهار».
وأضاف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «مستقبل المملكة مبشر وواعد. تستحق بلادنا أكثر مما تم تحقيقه. لدينا إمكانيات وسنزيد دورها ومساهمتها في صنع هذا المستقبل».