في ظل التطورات الأخيرة بمجال العملات الرقمية، يُسلط الضوء على مسألة تركز عمليات تعدين البيتكوين في عدد قليل من مزارع التعدين، ما يُعرض أمان الشبكة للخطر.
وفق ما نشر الباحث المتخصص في العملات المشفرة كريس بليك، في منشور على منصة X بتاريخ 14 ديسمبر، يبدو أن هناك استحواذ ملحوظ لمزرعتين تعدين على أكثر من نصف قدرة الحساب الكلية للبيتكوين، مما ينذر بمخاطر قد تلوح في الأفق.
نقلت منشورات تقنية متخصصة، أن مرزعتي تعدين «فاوندري يو إس إيه» و «أنت بول» تتقاسمان ما يعادل 27.6% لكل منهما من إجمالي قدرة تعدين البيتكوين عالميًا.
وتعتبر هذه المزارع تعاونيات لشركات تعدين البيتكوين تسعى جاهدة لتحسين فرص اكتشاف الكتل وبالتالي زيادة أرباحها.
يُظهر القلق الذي أبداه بليك ليس فقط تجاه هيمنة مزرعتين تعدين على توافق الآراء في شبكة البيتكوين، بل ينبه أيضًا إلى نقص الوعي داخل المجتمع حول هذا الإشكال.
ذو صلة » تعدين عملة بيتكوين: كم من الوقت تحتاج لإنتاج واحدة؟
لكن، لماذا يُعتبر تركّز تعدين البيتكوين مشكلة؟
تتمركز عمليات تعدين البيتكوين في منسق المزرعة، حيث يتولى هذا الأخير خلق قالب الكتلة، وإضافة المعاملات من مجموعة الانتظار، وفلترة المعاملات غير المرغوب فيها، واكتشاف الكتلة التالية باستخدام معدل الحساب للمعدّنين، وبث الكتلة المُعدّنة إلى الشبكة، وجمع مكافأة التعدين، وتوزيعها بشكل نسبي على المعدنين.
وقد شهدنا في الآونة الأخيرة حالات قامت فيها مزارع التعدين بقرارات تعسفية تتعلق بعدم الدفع للمعدّنين في مناسبات معينة، وفي حادثة أخرى، اتُهمت مزرعة تعدين جديدة بتعمد فلترة معاملات البيتكوين المتعلقة بالخصوصية.
اقرأ: كم تبلغ تكلفة تعدين 1 بيتكوين اليوم؟
تُسلط هذه الأحداث الضوء على أهمية وجود توافق قائم على تعدين منتشر وغير متركز. بالإضافة إلى ذلك، شرح أحد مطوري بيتكوين كور السبب في أنه ينبغي انتظار المعاملات لمدة ساعتين قبل اعتبارها آمنة، وهو ما يتأثر أيضًا بالحالة الراهنة للتركز المنخفض.
بنهاية المطاف، ترتبط قيمة البيتكوين ارتباطًا وثيقًا بأمانها ولا مركزيتها. ومن المحتمل أن يؤثر الوضع الحالي للشبكة على تصور السوق لقيمة العملة الرائدة في المجال الرقمي.
