دروس مالية يمكن تعلمها من جيل الألفية

فريق التحرير
وقت القراءة 5 دقائق

هناك الكثير من الأفكار الخاطئة عن جيل الألفية، فالبعض يعتقد أنّه لا يمكن تعلّم أي دروس مالية منهم، حتى أنّك لو بحثت في جوجل عن العبارتين “جيل الألفية” و “المال” سوف تعثر على مانشيتات قاتمة مثل:

66 في المائة من جيل الألفية ليس لديهم مدخرات من أجل التقاعد.(CNN)

جيل الألفية معرضون لخسارة المال ضحية للنصب أكثر من جيل أجدادهم.(USAToday)

لكن هذه ليس الحقيقة دائماً، ففي تقرير جديد من Bank of America، وُجد أن المواليد بين 1981 و 1997 حالتهم المادية مماثلة أو تكاد تكون أفضل من الأجيال الأقدم سناً، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بإدارة الأموال والمسار المهني.

من النتائج التي توصلت إليها الدراسة في هذا التقرير: 63 في المائة من جيل الألفية لديهم مدخرات، و59 في المائة يشعرون بالأمان المالي، بينما 73 في المائة لديهم ميزانية شهرية يلتزمون بها دوماً.

كما أن جيل الألفية يعرفون حقوقهم في العمل أكثر من الأجيال السابقة، و80 في المائة منهم طلبوا زيادات في الراتب على مدار العامين الماضيين وحصلوا عليها.

تنويه: تأتي هذه الأرقام من الولايات المتحدة الأمريكية.

بالإضافة إلى هذه الأرقام هناك بعض المعلومات الأخرى التي يجب تسليط الضوء عليها، فنسبة كبيرة من جيل الألفية لديهم منزل خاص مقارنةً بالأجيال السابقة.

لكن بعض النساء ضمن جيل الألفية يشعرن بالتفرقة في التعامل المالي داخل الشركات مقارنةً بالذكور.

وتوجد تفاصيل أخرى أيضاً مثل ارتفاع أسعار المنازل، وانخفاض متوسط المرتبات أو القوة الشرائية للعملة في هذا الجيل عموماً، ويمكن قياس نفس الأمر في منطقة الشرق الأوسط.

بدون شك، فإن كل جيل به بعض القصص الناجحة وأخرى فاشلة، لكن على ما يبدو فإن جيل الألفية بدئوا بتحمّل المسؤولية مبكراً، حسب التقرير.

لكن ما الذي يفعله الناجحون من جيل الألفية ويختلف عمّا يفعله غالبية الناس؟

التقنية هي الحل

يقول بيتر فاوست، مستشار الثروات في Tanglewood Total Wealth Management وهي شركة إدارة ثروات في هيوستن، تعليقاً على الأمر: “إنهم يقومون بأتمتة جميع العمليات، في المدخرات، والاستثمار، ومدفوعات بطاقات الائتمان، وغيرها”.

وأضاف “هؤلاء الذين يقومون بعمل جيد لا يحتاجون للتفكير فيه كثيراً، التقنية تساعدهم في ذلك بشكل أوتوماتيكي”.

كما أن التطبيقات المنتشرة على الهواتف الذكية، مثل Mint أو Wally، غيرت اللعبة تماماً، وجعلت هؤلاء الأشخاص متصلين مع ميزانيتهم ومدخراتهم بطريقة لم تُرى من قبل.

أفضل 7 تطبيقات لإدارة الميزانية في 2018

ويقول خبير التسويق والتجارة الإلكترونية “سوفرفورد”: “يمكنك فقط النظر إلى هاتفك والتواصل مع محفظتك في بضع ثوان”.

وأضاف قائلاً: “يمكنك أن تستثمر أي فائض في سداد القروض أو المديونيات، أو تتابع أسعار المنتجات التي تستهلكها مثل القهوة. بمعنى آخر، أصبحت أكثر اتصالاً بأموالك من أي وقت مضى”.

أي يمكن القول تلخيصاً لذلك أن الاتصال بالتقنية يعطينا دروس مالية في تسهيل التعامل مع المال وإدارته في التعاملات اليومية.

الأقدم عمراً أكثر نُضجاً

يقول أريان فوغداني، محلل استراتيجي للاستثمار في شركة إم في فاينانشال “إذا ولدت في عام 1982 وليس 92، سوف تكون أكثر راحة في التعامل مع مسارك المالي […] ولن تخرج كل ليلة لإنفاق المال”.

ووفقاً لتقرير صادر عن مجموعة NPD، فإن الأصغر سناً بين جيل الألفية يشعرون بمزيد من التفاؤل حول الاقتصاد بشكل عام.

لذلك تجدهم ينفقون المزيد من المال على الأطعمة الجاهزة، وفي محلات الملابس، والمكياج -بالنسبة للنساء- بالمقارنة مع الجيل الأكبر سناً.

وفي الوقت نفسه، يُنفق الجيل الأكبر سناً أموال أكثر عندما يتعلق الأمر بالمشتريات ذات الصلة بالأطفال.

ونستنتج من هذا ظهور عقلية أكثر شعوراً بالمسئولية في السلوك الادخاري والاستثماري بين جيل الألفية الأكبر عمراً.

وحسب فاوست “ليس هناك شك في أن الأجيال الذين يتعاملون أفضل مع المال، هم الذين وصلوا إلى نقطة ما ينصب فيها تركيزهم على شراء المنازل وتربية العائلة”.

ويمكن للأجيال الجديدة الاستفادة من هذه العبر والدروس المالية.

يستمعون لآبائهم وأمهاتهم

يقول فوغداني “ليس هناك سر أو عبقرية وراء هذا” وأضاف “إنهم لم يفكوا رمز ما للسوق، بل قاموا بأشياء قام بها آباؤهم من قبل، مثل توفير 10 في المائة من الدخل […] ونمط حياتهم ليس بعيداً عن إمكانياتهم، كما أن لديهم صندوق للطواريء. لقد تغيرت بعض التقنيات نعم، لكن مازالت اللعبة هي نفسها”.

وقد يكون بعض الشباب من جيل الألفية أفضل في إدارة أموالهم حتى من آبائهم.

كلمات مفتاحية:
شارك هذا المقال