تحوّلت مدينة مكة المكرّمة إلى وجهة سياحية مفضّلة للعديد من المسلمين حول العالم، إذ تمتلئ الفنادق والشقق الفندقية بالزوار القادمين لأداء فريضة الحج.
وبحسب عبدالعزيز العبودي، المدير التنفيذي لشركة تطوير ثخر العقارية، بلغت نسبة الحجوزات في الفنادق الموجودة في مكة المكرمة 100%، ما يعكس ازديادًا كبيرًا مقارنة بنسبة 80% التي شهدتها المدينة خلال رمضان الماضي.
تعزى هذه الزيادة في الحجوزات إلى إزالة القيود عن زيارة المدينة المقدسة وبدء شهر رمضان، وفي تقرير حديث لشركة CBRE العقارية العالمية، تم الإشارة إلى أن معدلات الحجوزات في مكة المكرمة والمدينة المنورة ارتفعت بنسبة 21.2% و18.5% على التوالي خلال الربع الأول من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
كما ارتفعت أسعار الإقامة اليومية في المدينتين بشكل كبير، حيث بلغت 91.5% في مكة المكرمة و62% في المدينة المنورة خلال الفترة بين يناير ومارس من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
تشهد هذه الزيادة في الحجوزات والأسعار ازدهارًا في القطاع العقاري والضيافة، ما يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030 في تحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد متنوع ومتطور.
ويعكس هذا النجاح الكبير لرؤية المملكة في استضافة 30 مليون زائر للعمرة و6 ملايين حاج بحلول عام 2030.
ومن جانبه، قال العبودي أن شركته حصلت على التراخيص اللازمة لتشغيل فندق بارك إن باراديسون، وأن تحسن الأداء الحالي للقطاع السياحي في المدن المقدسة يعكس تحول قوي في الرؤية الوطنية الطموحة للمملكة العربية السعودية.
بالنظر إلى هذا الارتفاع الكبير في نسبة الحجوزات وارتفاع الأسعار، يمكن القول إن مكة المكرمة تشهد حركة سياحية واعدة ونجاحًا كبيرًا في قطاع الضيافة، ما يدعم الاقتصاد السعودي ويعكس نجاح الرؤية الوطنية في تنمية قطاع السياحة.
وعلى الرغم من أن هذا النجاح يمثل فرصة ممتازة للمستثمرين وقطاع الضيافة في المملكة، إلا أنه يجب على الحكومة وشركات القطاع الخاص ضمان توافر المرافق والخدمات اللازمة لتلبية الطلب المتزايد للزوار.
يجب أيضًا العمل على تحسين جودة الخدمات وتعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتحسين تجربة الحجاج والزوار.
ومع ذلك، فإن هذا الارتفاع في الحجوزات يشير إلى أن هناك فرصًا كبيرة للاستثمار في قطاع الضيافة في المملكة، ولكن يجب أن يتم ذلك بطريقة مستدامة وتحترم الثقافة والتقاليد المحلية.
