السعودية مركز تقني صاعد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

فريق التحرير
وقت القراءة 4 دقائق

تبوأت المملكة العربية السعودية مكانةً بارزةً كمركزٍ تقنيٍ صاعد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مدفوعةً بموقعها الاستراتيجي واقتصادها المزدهر والدعم الحكومي القوي. وقد اجتذبت هذه العوامل مجموعةً متنوعةً من الشركاء الممولين، الحريصين على دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال.

يؤكد الخبير الاقتصادي طلال زكي حافظ على دور المملكة كأكبر اقتصادٍ في المنطقة، حيث تساهم بأكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي، وتحتل المرتبة 16 بين دول مجموعة العشرين.

ويشير إلى أن استراتيجية المملكة التقنية تتضمن أهدافًا طموحةً وخطط عملٍ قائمةٍ على جذب الشركات العالمية الرائدة، المتخصصة في التقنيات المتقدمة والناشئة، لتمكين المملكة من تطوير مشاريع تقنية ضخمة.

بيئة استثمارية جاذبة

يشهد على نمو المشهد التقني والابتكاري في المملكة، وجود عمالقة التكنولوجيا العالمية فيها. ويوضح حسام جميلي، الشريك في شركة Bain & Co. للاستشارات الإدارية، أن هؤلاء اللاعبين يوفرون البنية التحتية اللازمة للشركات الناشئة ورواد الأعمال لتحقيق النجاح، بما في ذلك البنية التحتية المادية والرقمية عالمية المستوى، مثل مختبرات البرمجيات واستوديوهات الإنتاج، وحتى اعتمادات السحابة لتمكين الابتكار على نطاق واسع.

ويضيف جميلي أن المملكة العربية السعودية لديها واحدة من أعلى نسب الإنفاق على التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أي ما يقرب من 2.5 ضعف الدولة التالية، وهي تنمو عامًا بعد عام.

كما تتمتع المملكة بمجموعةٍ ناضجةٍ ومتنوعةٍ من شركاء التمويل، بما في ذلك الكيانات والبرامج الحكومية (مثل “منشآت”)، وصناديق الاستثمار الكبيرة، وشركات رأس المال الاستثماري التي توفير الوصول إلى التمويل المباشر وغير المباشر للشركات الناشئة ورواد الأعمال.

ذو صلة > السعودية تجذب 68 مليون دولار من استثمارات تكنولوجيا المناخ

رؤية 2030: حجر الأساس لمستقبل تقني متقدم

منذ إطلاق رؤية 2030 في عام 2016، ركزت المملكة العربية السعودية على الصناعات ذات الصلة بالتكنولوجيا بشكل عام والاقتصاد الرقمي بشكل خاص.

ويوضح حافظ أن الاقتصاد الرقمي أصبح الاتجاه الجديد في القرن الحادي والعشرين، خاصةً في المملكة العربية السعودية، حيث أن أكثر من 60% من مواطنيها هم من الشباب دون سن 35 عامًا، ويستخدمون الإنترنت بكثافة لشراء السلع والخدمات.

وتكشف الإحصاءات عن زيادةٍ كبيرةٍ في حجم التجارة الإلكترونية في المملكة، مع توقعاتٍ بالوصول إلى 15 مليار دولار في عام 2025، ومن المتوقع أن تصل المبيعات عبر الإنترنت إلى 66%.

ريادة إقليمية في الابتكار

تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة 48 من بين 132 اقتصادًا في مؤشر الابتكار العالمي 2023، مما يؤكد مكانتها كمركزٍ تقنيٍ صاعد في المنطقة.

كما تحتل المرتبة الخامسة بين 18 اقتصادًا في شمال أفريقيا وغرب آسيا، مما يسلط الضوء على نفوذها المتزايد كمنارةٍ للابتكار في الشرق الأوسط.

اقرأ > السياحة ورأس المال الاستثماري يلعبان دورًا أساسيًا في رؤية 2030

دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال

تُعد برامج مثل «برنامج اليونيكورن السعودي» مثالًا على التزام المملكة برعاية المواهب المحلية وتعزيز ريادة الأعمال.

ويوفر البرنامج حلولًا شاملةً للشركات الناشئة ورواد الأعمال من خلال توفير الوصول إلى مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك العملاء الدوليين والمواهب والمستثمرين والقطاع الخاص والخبراء للحصول على التوجيه والإرشاد.

مستقبل واعد للابتكار

مع استثماراتها الاستراتيجية وسياساتها الداعمة وبيئة الشركات الناشئة المزدهرة، فإن المملكة العربية السعودية في طريقها لقيادة الطريق نحو مستقبلٍ رقميٍ متمكن. ومن خلال تعزيز التعاون ورعاية المواهب المحلية وتبني التقنيات الناشئة، فإن الزخم الحالي للمملكة العربية السعودية يبشر بالخير للتكنولوجيا والابتكار.

كلمات مفتاحية:
شارك هذا المقال