أسباب التضخم المختلفة: تعرف عليها وكيف يمكن التحكم بها

فريق التحرير
وقت القراءة 5 دقائق
أسباب التضخم

قبل النظر في أسباب التضخم المختلفة ينبغي النظر في مفهوم التضخم الذي يعرف بأنه الزيادة الثابتة في أسعار السلع والخدمات في بلد ما، وعادةً ما يتم قياسه بنسبة مئوية سنوية محددة يُطلق عليها معدل التضخم.

يساهم التضخم في تقليل القوة الشرائية للعملة عن طريق تقليل كمية السلع أو الخدمات التي يمكن للفرد الحصول عليها مقابل نفس المبلغ من المال.

يجدر بالذكر أن أسباب التضخم تختلف بشكل عام ولكنها تنقسم إلى نظريات كينزية ونقدية. النظريات الكنزية الرئيسية – تعرف باسم نموذج المثلث – هي سحب الطلب، ودفع التكلفة، والتضخم المدمج، أمّا النظرية النقدية الرئيسية فهي نموذج الكمية.

هناك أيضاً العديد من الأشياء التي يمكن أن تسبب زيادات في الأسعار على المدى القصير، مثل الكوارث الطبيعية والحروب.

أسباب التضخم

التضخم الناتج عن الطلب

يعتبر التضخم الناتج عن الطلب من أسباب التضخم الشهيرة، وفي هذه الحالة يحدث التضخم بسبب زيادة إجمالي الطلب عن العرض المتاح.

ويتكون إجمالي الطلب من: إنفاق المستهلكين، والاستثمارات، والإنفاق الحكومي، وكل ما تبقى بعد طرح الواردات من الصادرات.

كما تشمل العوامل التي تؤدي عادةً إلى التضخم الناتج عن الطلب، الزيادة المفاجئة في كمية النقد في الاقتصاد وانخفاض الضرائب على السلع، مما يترك المستهلكين مع المزيد من المال لإنفاقه.

ومع وجود المزيد من الأموال لدى المستهلكين يقوم المُصنّعون برفع الأسعار للسلع والخدمات بشكل عام.

هناك أيضاً سبب آخر شائع من أسباب التضخم الناتج عن الطلب وهو زيادة الإنفاق الاستهلاكي بسبب الازدهار الاقتصادي.

فعندما يكون الناس أكثر ثقة بشأن مستقبلهم المالي، فإنهم يميلون إلى إنفاق المزيد مما يساهم في ارتفاع الأسعار.

ويمكن أن يؤدي الانخفاض في أسعار صرف العملات إلى زيادة في قيمة السلع المستوردة، مع التسبب في انخفاض قيمة الصادرات.

عندما يحدث ذلك، سوف ترتفع الأسعار في السوق المحلية مع قيام المستوردين والمُصنّعين بتحويل التكلفة على المستهلك المحلي وبالتالي ارتفاع أسعار السلع.

تضخم دفع التكلفة

يحدث تضخم دفع التكلفة – أحد أسباب التضخم – عند قيام المُصنّعين والشركات برفع الأسعار نتيجة للنقص في المخزون، أو كإجراء لتحقيق التوازن بين الزيادات الأخرى في تكاليف الإنتاج.

وأبسط مثال على ذلك هو ارتفاع تكاليف العمالة، فعندما يطالب العمال بزيادة الأجور، عادةً ما تقوم الشركات بتحميل هذه الزيادات على العملاء.

يمكن أيضاً أن تؤدي الزيادة في الضرائب المفروضة على البضائع إلى رفع التكاليف، حيث يقوم الموردين بتحميل الضرائب على المستهلك النهائي.

قد يحدث هذا أيضاً عندما تحتكر شركة واحدة – أو أكثر – السوق وتقرر رفع أسعارها لزيادة أرباحها.

التضخم المدمج

يحدث التضخم المدمج – أحد أسباب التضخم – نتيجة للزيادات السابقة في الأسعار والتي نتجت عن دفع التكلفة أو الطلب.

وفي هذه الحالة يتوقع الناس استمرار الارتفاع في الأسعار، لهذا يحاولون الحصول على أجور أعلى، مما يرفع التكاليف على المُصنّعين وبالتالي زيادة تكلفة السلع لتعويض هذه الزيادات في الأجور، وانتهاءً بحدوث دورة التضخم.

نظرية الكمية

تُشير نظرية الكمية إلى أن التضخم يحدث بسبب وجود الكثير من النقد في الاقتصاد، ويشمل هذا النقد المادي والأدوات المالية مثل الاستثمارات والرهون العقارية.

وهي جزء من الاقتصاد النقدي حيث يُتوقع بعض التضخم ويُنظر إليه على أنه أمر طبيعي، ولكن يجب التحكم في أي فائض من خلال التلاعب في المعروض من النقد.

أسباب التضخم قصيرة الأجل

من أسباب التضخم الأخرى هناك أيضاً الحروب والكوارث الطبيعية وانخفاض السلع الطبيعية. وغالباً ما تؤدي الحروب إلى هذا الوضع حيث يتعين على الحكومات استرداد الأموال التي أُنفقت عليها وسداد الأموال المقترضة من البنوك المركزية.

كما أن الحروب تؤثر أيضاً على تكاليف العمالة التجارية الدولية والطلب على المنتجات، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وقد يكون للكوارث الطبيعية تأثير مماثل حيث تُسبب تعطيل الدورة المعتادة لعملية الإنتاج، مما يُنشئ ندرة مؤقتة في السلع أو الخدمات مع تهافت الناس على شراء المعروض المحدود منها، مما يتسبب في ارتفاع الأسعار.

وسائل التحكم في التضخم

بعد التعرف على أسباب التضخم المختلفة يمكن أن نتعرف الآن على الوسائل والتدابير التي تتخذها الحكومات للتحكم في التضخم.

عند حدوث التضخم الناتج عن الطلب أو دفع التكلفة فإن الحكومة لن تفعل شيئاً، لأن السوق في هذه الحالة تعمل بشكل طبيعي وسوف تعود إلى طبيعتها دون تأثير من الحكومة.

كما أن الحكومة التي تتخذ مقارنة كينزية سوف تشارك في الاقتصاد عن طريق تفتيت الاحتكارات أو تنظيم أسعار السلع أو التحكم في مستويات الأجور.

شارك هذا المقال