هناك العديد من الأنواع المختلفة من بيئة العمل، وقد بذلت عدة محاولات لتحديد الأنواع المختلفة بطريقة منظمة، كما رأينا مع رموز هولاند التي اقترحها جون هولاند، وهو طبيب نفسي يهتم في مطابقة الناس مع بيئات العمل التي تناسب شخصياتهم.
يمكن تقسيمها حسب نوع العمل المنجز أو البيئة المادية أو العوامل الاجتماعية والظرفية التي يمكن أن تلعب دورا في تشكيل مكان العمل، وعند مطابقة الموظفين مع البيئة المناسبة يُمكن أن يؤدي ذلك إلى أداء أفضل والمزيد من الارتياح.
نهج هولاند في أنواع بيئة العمل كان ينظر في طبيعة العمل المنجز، وحدد ستة بيئات مختلفة: الواقعية، والاجتماعية، والمغامرة، والفنية، والتحقيقية، والتقليدية. بعض أماكن العمل تستخدم هذا النموذج لتقييم الموظفين المحتملين لتحديد مناسبتهم للبيئة وإيجاد أفضل قسم لمهاراتهم ومصالحهم.
أما في البيئات الواقعية، فإن العمل يدور أكثر، بينما تعطي البيئات الاستقصائية أولوية عالية للتفكير والمناقشات النظرية. وتشمل بيئات المغامرة المزيد من المبادرة الذاتية لبدء وابتكار المشاريع. وتستخدم بيئات العمل التقليدية بروتوكولات وروتينات محددة، مثل المعلومات المتعلقة ببيانات العملاء، بينما تشجع البيئات الفنية الإبداع وإنتاج الأعمال الفنية. وتشمل بيئات العمل الاجتماعي درجة عالية من التفاعل، كما يتضح من خدمة العملاء والتدريس.
وهناك طريقة أخرى للنظر في بيئات العمل وهي تقييم البيئة المادية، والتمييز بين المكاتب والمستودعات ومحلات البيع بالتجزئة ومرافق البحث العلمي ومواقع العمل الميداني وما إلى ذلك. قد تكون بيئات العمل هذه مناسبة لأنواع مختلفة من الشخصيات والأهداف المهنية.
ويمكن أن تؤثر البيئة المادية أيضا على ملاءمة العمل؛ بعض الناس لا يتمتعون المناخ الجامد المتحكم بهم في المختبر، على سبيل المثال، أو يفضلون العمل في الهواء الطلق. وقد تكون المخاوف بشأن الظروف في أنواع مختلفة من بيئة العمل قضية لبعض الباحثين عن عمل مع القلق حول قدرتهم على الازدهار في بيئات لديها متطلبات جسدية أو مملة.
يمكن أيضاً أن يكون المناخ الاجتماعي والنفسي مقياساً لاستخدامه عند التمييز بين أنواع مختلفة من بيئة العمل. فبعض أماكن العمل لديها سلاسل صارمة جداً من القيادة، في حين أن البعض الآخر قد يكون أكثر مرونة ومساواة.
ويمكن تشجيع الموظفين على المشاركة وتقديم التغذية الراجعة وتشكيل بيئتهم، أو يمكن أن يتوقع منهم التركيز على المهام دون انتقاد أصحاب العمل أو المشرفين. بعض مناخات مكان العمل يمكن أن تصبح معادية بسبب التسامح للمضايقات أو المنافسة الشرسة، في حين أن البعض الآخر أكثر ودية والاسترخاء.
