وصفة بناء الثروة من خلال استثماراتك الخاصة

أحمد بكري

يحلم العديد من المستثمرين الجديد بأنهم في يوم ما سوف يصبحون مستقلون مالياً عن محافظهم الاستثمارية، ولهذا يبحث العديد منهم عن وصفة بناء الثروة أو طريقة الحصول على الثروة من خلال الاستثمارات الخاصة، خاصةً وأنها تساعد في استكشاف الفرص المتاحة سواء من حيث الدخل المستقبلي المحتمل أو متوسط العمر المتوقع. ولهذا السبب اسمح لنا بمشاركة وصفة بناء الثروة الخاصة بنا حول هذه المسألة.

في الولايات المتحدة، تبلغ إيرادات الشخص الحاصل على شهادة البكالوريوس على مدار حياته حوالي 2,100,000 دولار، وعندما يكون الشخص وشريك حياته الاثنين من خريجي الجامعات يرتفع هذا الرقم إلى 4,200,000 دولار.

ويمكن الجزم أن في معظم الدول حول العالم – خاصةً في الدول العربية – قد يكون هذا هو المتوسط بالعملة المحلية، لكن قد لا تشعر بهذه القيمة لأنّك لم تقم بتخصيصها بشكل جيد، حيث أن طريقة تخصيص هذه الأموال بواسطة الأسرة يكون له تأثير هائل على الثروة النهائية للأسرة، بواسطة عوائد مثل الدخل السلبي أو وصفة بناء الثروة التي سنعرضها لك.

وصفة بناء الثروة

أحد أكبر الاختلافات بين أولئك الذين ينتظرون شيك الراتب نهاية الشهر والآخرين الذين لديهم خزينة مصرفية مليئة بشهادات الأسهم التي تضخ سيولة من أرباح الأسهم، هو ما إذا كان الشخص لديه ميول لشراء الأصول القابلة للاستهلاك أو الأصول الإنتاجية بواسطة فائض الأموال الخاص به.

الأصول الاستهلاكية هي تلك التي تبدأ في فقدان قيمتها بمجرد الحصول عليها مثل السيارة، فعلى الرغم من فائدتها للأسرة إلا أن السيارة هي واحدة من أسوأ النفقات من وجهة نظر مالية.

جدير بالذكر أن وصفة بناء الثروة ليست بالشيء الخاص السري الذي لا يمكن لأي فرد معرفته، بل هي مفهوم بسيط جداً، اشتري الأصول الإنتاجية وابتعد عن الاستهلاكية قدر الإمكان.

كما أن التعليم العالي له دور كبير في معرفتك المالية، فإن القدرة الخاصة لكل شخص يمكن أن تُحدد ما إذا كان يستطيع بناء الثروة أم لا، على سبيل المثال هناك عامل التنظيف رونالد ريد الذي يعتبر أحد أصحاب الملايين السريين في الولايات المتحدة مع ثروة تقدّر بحوالي 8 مليون دولار، في حين أن العديد من المحامين والأطباء الذين يكسبون أكثر منه بعشرات الأضعاف سنوياً لا يستطيعون الاقتراب من مثل هذه الثروة.

في النهاية، يمكن القول أنّك إما أن توظّف أموالك وتجعلها تعمل من أجلك، أو أن تقوم أنت بالعمل من أجل الأموال، وتبيع وقتك (ساعات من حياتك حرفياً) للمال الذي تحتاج إليه هذا الأسبوع. الشخص الحكيم مالياً هو من يبحث عن الاستقلال المالي من وقت مبكر ويبدأ باستثمار أمواله في الأسهم والعقارات وغيرها من أنواع الاستثمار المختلفة.

بعد كل هذا قد تتسائل: ما هي وصفة بناء الثروة التي صدعتنا بها؟ حسناً هذه بعض الأشياء التي إن فعلتها بشكل صحيح سوف تعتني بنفسها.

  1. هناك شيء نعتبره بمثابة “شفرة غش” للعبة الأموال، وهو أن تتخرج من الجامعة ثم تبحث عن عمل وتتزوج وتنجب أطفال، وفي أثناء كل هذا تبحث عن الاستقلال المالي عن طريق استثمار بعضاً من دخلك على مدار الشهور والسنوات، وبعد مرور فترة من الزمن سوف تجد استثماراتك قد تضاعفت بشكل كبير.
  2. عش دوماً تحت إمكانياتك المادية حتى لو كنت تدخر مبلغ قليل من المال، حيث أن الانضباط المالي الذي تبنيه هو مهارة جيدة يمكن أن تؤتي ثمارها في مناطق أخرى أيضاً.
  3. ضع الفائض من أموالك في الأماكن الصحيحة كي تعمل من أجلك، وذلك من خلال محفظة استثمارات متنوعة، وإن قمت بتأسيس هذه المحفظة بشكل صحيح وكنت منضبطاً سوف تحصل على ثروتك في خلال أعوام قليلة من الادخار.
  4. تجنب الديون كلما أمكن ذلك، وخاصةً ديون بطاقات الائتمان وتذكر أنّك عندما تقترض أموال من الآخرين فأنت تدعوهم بكل بساطة إلى حياتك، ويمكن أن يسبب لك هذا الأمر مصاعب جمة إن لم توفي بها.
  5. إعادة استثمار أرباحك، حيث تعتبر الأرباح الموزعة التي تمت إعادة استثمارها مثل إضافة الوقود إلى النار بالنسبة للمحفظة المتنوعة، مما يزيد من تراكم ثروتك.
  6. تنويع مصادر الدخل والأصول. الجميع يتحدث عن تنويع الأصول ولكن تنويع الدخل لا يقل أهمية عن ذلك. حيث تصبح الحياة أفضل بكثير وأقل إرهاقاً عندما يكون لديك تدفقات متعددة للدخل بحيث لا تعتمد على واحد منهم فقط.
  7. لا تستثمر أبداً في شيء لا تفهمه وكذلك لا تستثمر الأموال التي لن تتحمل خسارتها، ويمكن القول بأن هذه هي قاعدة الاستثمار الأكثر أهمية.
  8. اترك أموالك تعمل من أجلك لأطول فترة ممكنة. ويمكن تنفيذ ذلك عن طريق:
    1. البدء بالاستثمار في وقت مبكر من حياتك
    2. عدم الاقتراب من هذه الاستثمارات قبل أن تصل إلى الحاجز المرضي بالنسبة لك والذي يمكنه تحقيق الاستقلالية المادية

وفي النهاية يذكر العديد من أصحاب الثروة مثل الملياردير تشارلز مونجر أن الانضباط هو المفتاح لبناء الثروة على المدى الطويل.

كلمات مفتاحية: ,
شارك هذا المقال