زاد عدد الأشخاص الذين يعملون من المنزل بنسبة 115% خلال العقد الماضي، ومع انتشار جائحة كورونا منذ 2019، ارتفعت وتيرة تحوّل الأعمال من المنزل، حتى أصبح مصطلح ريادة الأعمال عن بُعد معروفًا للكثيرين خاصةً مع دخول مزيدًا من الرواد صغار السن إلى عالم الأعمال.
وعلى الرغم من أن المكتب المنزلي يأتي مع كثير من المزايا؛ فهو أسهل في تهيئة بيئة العمل، واجتماعات أقل إهدارًا للوقت، واحتمال أقل لتشتيت الانتباه، إلّا أنّه يتمتع أيضًا بنصيبه من عوامل التشتيت المحتملة. إذا كنت ترغب في زيادة إنتاجيتك إلى أقصى حد وتتجنب أي شيء يُبعدك عن أهدافك، اتبع هذه النصائح التالية.
1. استخدم المكتب المنزلي فقط للعمل
عندما تذهب إلى مكتبك، يجب أن تدخل إلى بيئة مختلفة تمامًا، بيئة تربطها عقليًا بالعمل. الجلوس على الأريكة لن يكون جيدًا كما أنّه سيؤذي أسفل ظهرك.
أعدّ لنفسك جهاز كمبيوتر مختلف للعمل لا تؤدي عليه سوى المهام المتعلقة بالعمل فقط. وإذا كان ممكنًا، قم بإعداد غرفة منفصلة تمامًا كمكتب لك واستخدمها فقط للعمل.
ضع في اعتبارك أيضًا أن إنشاء مكتب خالِ من الإلهاء والتشتيت يعني إبقاءه منظمًا أيضًا. وحسب Extra Space Storage: “إذا كان مكتبك المنزلي فوضويًا، خذ الوقت الكافِ لترتيبه وتنظيمه. سوف يساعدك العمل في مكتب نظيف على تصفية ذهنك والحفاظ على تركيزك على المهمة التي بين يديك”.
أنشيء بيئة تتمحور حول العمل بحيث كل مرة تجلس فيها على المكتب والكمبيوتر الخاص بالعمل، يكون تفكيرك كلّه مُنصبًّا على العمل فقط، وليس لتصفّح الشبكات الاجتماعية مثلًا.
2. أعدّ جدولك
مثلما تحتاج إلى مساحة مادية مخصصة للعمل، فأنت بحاجة إلى مساحة زمنية مخصصة للعمل. العمل من المنزل يعني أنك لن تترك المكتب وراءك أبدًا، وإذا لم تكن حريصًا، فقد تتلاشى الخطوط الفاصلة بين وقت العمل والوقت الشخصي أو العائلي.
إذا كنت ترغب في الحصول على أقصى قدر من الإنتاجية، فتأكد من تخصيص مساحة للعمل والالتزام بجدول زمني محدد.
لا يجب أن يكون ذلك ثمانِ ساعات من العمل. في الواقع، ربما لا ينبغي أن يكون كذلك.
إذا كان لديك أطفال، فمن المرجح أن يكون أكثر الأوقات الخالية من الإلهاء إما في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء. سواء كنت تسهر كثيرًا أو تستيقظ مبكرًا، فإن الحصول على هذا الوقت الأكثر هدوءًا وإنتاجية لنفسك يمكن يشكّل كل الفارق في نجاح يوم عملك.
3. تأكّد من وضع حدود جغرافية للمقيمين في المنزل!
إذا كان لديك أطفال، فهم مصدر الإلهاء والتشتيت الرئيسي بشكل عام، ويتضاعف ذلك كثيرًا عندما تعمل من المنزل. إذا كان الأطفال في الجوار، فتأكد من وجود بعض القواعد الأساسية المعمول بها حتى يعرفوا أنك تعمل ولا يبدأوا في إزعاجك.
بعض الآباء يضع لافتة عدم الإزعاج، والبعض الآخر يغلق باب الغرفة بالكامل.
مهما كان المسار الذي تسلكه، تأكد من أن الأطفال يعرفون: عندما تكون هناك في مكتبك، فأنت تعمل، ولا يمكن إزعاجك إلّا في حالات الطوارئ فقط. تأكّد من تحديد الوقت للخروج من مكتبك والتفاعل معهم، فمن غير المرجح أن يزعجوك إذا علموا أنك ستخرج في النهاية.
يجب أن تضع حدودًا ثابتة مع الأصدقاء والجيران الذين يستخدمون عبارة: “بما أنك في المنزل، هل يمكنك فعل كذا…” تعلّم قول لا كثيرًا.
4. استثمر في مكتبك
لا يوجد شيء يصرف الانتباه أكثر من الاضطرار إلى التعامل مع مشكلات التكنولوجيا أو الأشياء التي لا تملكها. إن التوقف عن العمل للذهاب لطباعة مستنداتك، أو الذهاب لشراء الورق، أو التعامل مع جهاز كمبيوتر ضعيف هو أمر محبط ويقلل من الإنتاجية.
ذو صلة: كيف تختار أفضل طابعة لمكتبك المنزلي
تأكد من أنك قد استثمرت في إعداد مكتبك المنزلي بنفس طريقة إعداد مكتبك في مكان العمل. احصل على كل ما تحتاجه، وتأكّد من أنه محدث ومنظّم للعمل.
5. ركّز على أداء المهام
لقد فعلناها جميعًا في وقت ما. نعمل لمدة خمس دقائق، ثم نشاهد رسالة بريد إلكتروني بعد وصول تنبيه بها، ثم نضع علامة تبويب عليها ونقرأها – وربما نجيب عليها بسرعة – ثم نأخذ عدة دقائق للعودة إلى المهمة التي كانت بين يدينا.
هذه ليست الطريقة لتكون مُنتجًا.
أثناء العمل، تأكد من أنك ستركّز على المهمة التي لديك من خلال إيقاف تشغيل الإشعارات. لا تتركها على هاتفك أو جهاز الكمبيوتر، سواء كانت إشعارات البريد الإلكتروني، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو أي شيء آخر. ثم حدد أوقاتًا خلال اليوم لقراءة رسائل البريد الإلكتروني والرد عليها.
قد يبدو أنك أقل إنتاجية – ولكن تجميع كل اتصالاتك دفعة واحدة – يساعدك على توفير الوقت واستثماره في المهام اليومية. يُعد التجميع أيضًا أداة نمو معروفة للشركات. يستغرق الأمر وقتًا أطول مما تعتقد للعودة إلى المهمة بعد خروجك من تركيزك عليها.
6. تأكّد من التفاعل الاجتماعي
بدون الوقت مع أشخاص آخرين، من المحتمل أن تُصاب ببعض الأمراض العقلية! والذي ينعكس على تشتيت انتباهك كذلك.
لذا تأكّد من الخروج والتحدث مع الآخرين، وليس الجلوس على الكرسي طوال اليوم. أيًا كان شكل التفاعل الاجتماعي الذي ستقوم به، سواء كان تناول الطعام مع صديق، أو قضاء بعض الوقت مع شريكك أو أطفالك. التواصل الاجتماعي الحقيقي يُبقيك عاقلاً أطول فترة ممكنة.
7. فترات الراحة مُهمة
العمل بشكل مستمر ومباشر ليس أفضل خيار، مثلما أظهرت الأبحاث على مدار سنوات. أشارت دراسة أجرتها DeskTime قبل بضع سنوات إلى أن الفاصل الزمني الأكثر إنتاجية كان 52 دقيقة من العمل ثم 17 دقيقة استراحة.
هذا لا يعني بالطبع أن تضبط ساعتك على هذا التوقيت بالضبط، لكن يجب أن تُخصص وقتًا بعيدًا عن العمل، وسوف تزيد إنتاجيتك وتتجنب الإرهاق الوظيفي.
. . .
ريادة الأعمال عن بُعد قد تبدو فكرة جيدة جدًا، ومع ذلك يجب عليك التأكّد من استعدادك لتحقيق النجاح. ونعتقد أن هذه النصائح السابقة يمكن أن تساعدك على طول الطريق.