شهدت شركات الطيران العالمية اضطرابات كبيرة في رحلاتها يوم الاثنين، بعد تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وإغلاق المجال الجوي في عدة دول، مما أدى إلى تضييق الخيارات أمام الطائرات التي تسافر بين أوروبا وآسيا.
وأجبرت الأوضاع الراهنة ما لا يقل عن اثنتي عشرة شركة طيران على إلغاء أو تغيير مسار رحلاتها خلال اليومين الماضيين، بما في ذلك شركات كبرى مثل كانتاس الأسترالية، ولوفتهانزا الألمانية، ويونايتد إيرلاينز الأمريكية، والخطوط الجوية الهندية.
ويُعتبر هذا أكبر اضطراب فردي في حركة الطيران منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي، وفقًا لمارك زي، مؤسس مجموعة OPS التي تراقب المجال الجوي والمطارات.
وفي تصريح لرويترز، قال زي: «لم نشهد منذ ذلك الحين وضعًا تم فيه إغلاق هذا العدد الكبير من المجالات الجوية المختلفة في تتابع سريع، وهذا يخلق حالة من الفوضى»، مضيفًا أن الاضطرابات من المرجح أن تستمر لبضعة أيام أخرى.
شركات الطيران تضطر لتغيير مسارها
أغلقت دول مثل سوريا ولبنان وإيران مجالها الجوي، مما أجبر شركات الطيران على تغيير مسار رحلاتها، مما خلق تأثيرًا متتاليًا على الجدول الزمني.
وتأتي مشاكل المسارات الأخيرة لتزيد من الضغوط على صناعة الطيران التي تواجه بالفعل مجموعة من القيود بسبب الأزمة المستمرة في الأراضي المحتلة، وكذلك الحرب في أوكرانيا.
وقال زي إن شركات الطيران التي تسافر بين أوروبا وآسيا ستقتصر على مسارين بديلين صالحين، إما عبر تركيا أو عبر مصر والمملكة العربية السعودية.
ومع ذلك، استأنفت الأردن والعراق ولبنان الرحلات الجوية فوق أراضيها في وقت متأخر من يوم الأحد.
ذو صلة > شركة الطيران الفاخرة Beond تختار الرياض بين وجهاتها الافتتاحية
شركات الطيران في الشرق الأوسط تستأنف عملياتها
أعلنت شركات الطيران الرئيسية في الشرق الأوسط – بما في ذلك طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية والاتحاد للطيران – يوم الأحد أنها ستستأنف عملياتها في المنطقة بعد إلغاء أو تغيير مسار بعض الرحلات.
وحذرت الاتحاد للطيران من أنه مع عودة الخدمات إلى طبيعتها بعد الإغلاق المؤقت للمجال الجوي عبر أجزاء من الشرق الأوسط، «قد يكون هناك خطر من بعض الاضطرابات في يوم الاثنين 15 أكتوبر».
كما أكدت شركة فلاي دبي، التي شهدت إلغاء العديد من الرحلات الجوية، الاضطرابات في عملياتها. وقالت في بيان نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام): «تأثرت بعض رحلاتنا بالإغلاق المؤقت لعدد من المجالات الجوية في المنطقة».
وقال بريندان سوبي، محلل طيران مستقل، إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الاضطرابات الأخيرة ستؤثر على طلب الركاب، الذي ظل قويًا على الرغم من الصراعات المستمرة في أوكرانيا وغزة.
وأضاف سوبي: «إذا استمر الوضع السياسي والصراعات في التصاعد، فسيشعر الناس في مرحلة ما بالقلق بشأن السفر، لكن هذا لم يحدث حتى الآن».
