كيف يؤثر تخلّف الولايات المتحدة عن سداد ديونها على الشرق الأوسط؟

فريق التحرير
وقت القراءة 3 دقائق
كيف يؤثر تخلّف الولايات المتحدة عن سداد ديونها على الشرق الأوسط؟

يواجه الرئيس جو بايدن والجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي الآن مأزقًا حول رفع سقف الدين، مما يقترب الولايات المتحدة من احتمال عجز مالي قد يؤثر عالميًا.

وإذا لم يتم حل هذه الأزمة خلال العشرة أيام القادمة، فإن الولايات المتحدة ستنخفض بسرعة إلى حالة ركود، ولكن الاقتصاد الأمريكي ليس الوحيد الذي سيتأثر.

فيما يلي كيف سيؤثر افتراضيًا عجز ديون الولايات المتحدة على منطقة الشرق الأوسط.

المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والعراق، وعمان، والكويت، وقطر، جميعها تمتلك مبالغ كبيرة في الأذونات الأمريكية، وسيشهدون انخفاضًا كبيرًا في أسواقهم المالية.

كما ستتأثر الدول الأخرى التي تمتلك ديونًا كبيرة، مثل مصر ولبنان، بشدة.

كما تلعب الولايات المتحدة دورًا حيويًا في التوزيع الجغرافي للأصول في محافظ الصناديق السيادية في دول الشرق الأوسط للنفط والغاز، وفقًا للخبراء.

لذلك، إذا انخفضت أسعار الأسهم للشركات الأمريكية المدرجة للأسواق العامة أو قيمة الأصول الأخرى، فإن هذه الصناديق السيادية الإقليمية ستشعر بالألم.

ومن المحتمل أن يتسبب العجز المالي للولايات المتحدة في خلق حالة من الفوضى في الأسواق المالية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وقد كان الدولار الأمريكي، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، هو الخيار الأول للعملات الاحتياطية التي تحتفظ بها البنوك المركزية والمؤسسات الأجنبية في العالم، ولا تختلف دول الشرق الأوسط عن ذلك.

حيث يتم حفظ أكثر من نصف احتياطي العملات في العالم بالدولار الأمريكي، وكانت هذه العملة منذ فترة طويلة تُعتبر واحدة من الأصول الأكثر أمانًا في العالم.

وأي تأثير على ثقة الاقتصاد الأمريكي بسبب العجز أو عدم اليقين سيجعل المستثمرين يبيعون سندات الخزانة الأمريكية، مما سيضعف الدولار.

من المتوقع أن يؤثر العجز المالي للولايات المتحدة على أسعار النفط كجزء من تباطؤ اقتصادي عالمي أوسع سيدفع الأسعار للانخفاض، وفقًا للخبراء.

وقد تراجعت أسعار النفط الخام يوم الاثنين بسبب المخاوف المستمرة بشأن مفاوضات رفع سقف الدين لا تزال معلقة.

ويقول روبرت موجيلنيكي، الباحث الرئيسي في معهد دول الخليج العربي في واشنطن، إن «الحد الأدنى من الأسعار للطاقة سيستمر في المستقبل القريب في بيئة اقتصادية ضعيفة، وهذا الجمع بين العوامل سيكون موقفًا صعبًا لتحويله إلى شيء إيجابي لحكومات هذه الدول».

وسيؤثر العجز المالي للولايات المتحدة بشكل كبير على الاقتصادات الأكثر هشاشة في الشرق الأوسط، وخاصة في مصر ولبنان، بالإضافة إلى الدول في شمال أفريقيا.

حيث سيجعل ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي المنخفض قيمة المدفوعات أكثر تكلفة للدول الفقيرة التي تعاني بالفعل من الديون، وسيخلق عدم اليقين العالمي والجيوسياسي أيضًا.

ويقول السيد موجيلنيكي: «سيجعل هذا الوضع الأمر أصعب بالنسبة لهذه الدول للقيام بالإصلاحات المالية والخطوات الأخرى لتثبيت اقتصاداتهم أو جعلها أكثر استدامة».

شارك هذا المقال