يتشابك المال بشكل معقد مع كل جانب من جوانب مرحلة البلوغ تقريبًا، بدءًا من اتخاذ قرار بشأن المهنة وبطاقة الائتمان وقرض السيارة والرهن العقاري وخيارات الاستثمار وحتى بدء مشروع تجاري والزواج وإنجاب الأطفال والتقاعد بشكل مريح.
علاوة على ذلك، مع صعود “اقتصاد العمل المؤقت” والانهيار البطيء لشبكة الأمان للمعاشات التقاعدية من الشركات والحكومات ومع وجود عدد أكبر من المراهقين الذين يرغبون في تجربة قبعة ريادة الأعمال أكثر من أي وقت مضى؛ فإن تعليمهم كيفية اتخاذ قرارات مالية أكثر ذكاءً يصبح مهارة متغيرة للحياة، إن لم تكن مهارة منقذة للحياة.
ضع في اعتبارك أن معظم هؤلاء الجيل القادم من رواد الأعمال من المرجح أكثر من غيرهم أن يقوموا بتمهيد أعمالهم، نظرًا لأن جزءًا ضئيلًا فقط سيحصل على تمويل رأس المال الاستثماري وفجأة أصبح من الواضح مدى أهمية هذه المهارة.
أيضًا، أكثر من الأجيال السابقة، يتعرض المراهقون اليوم لعدد لا يحصى من فرص الكسب والاستثمار.
بدايةً من مخططات التسويق متعددة المستويات ومنصات تداول الأسهم والفوركس إلى أدوات الاستثمار المتطورة للغاية وعمليات الاحتيال المالية، يتطلب التنقل في مرحلة الشباب دون الوقوع في أي شرك إحساسًا قويًا بالوعي المالي.
ومع ذلك، هذا ليس شيئًا يعرفه المراهقون غريزيًا ولم يتم تدريسه في نظام التعليم الحالي أيضًا.
يسارع معظم الآباء أيضًا إلى دعم فرص العمل بدوام جزئي للمراهقين، معتقدين أن هذا سيعلمهم قيمة المال ويجعلهم يتخذون قرارات مالية أكثر ذكاءً.
يجب أن ندرك أن كسب المزيد من المال دون الحصول على تعليم مالي يعني فقط إنفاق المزيد من الأموال بالطريقة نفسها التي اعتادوا عليها.
وتعج المجتمعات في كل مكان بأمثلة على قيام الكبار بذلك. لماذا نعتقد أنه سيكون مختلفًا مع المراهقين؟
بصرف النظر عما سبق، هناك ثلاثة أسباب مميزة تجعلنا نحاول محو الأمية المالية في المراهقين:
الجانب النفسي
ربما يكون هذا هو أهم تغيير يحدث. لهذا السبب من المهم جدًا التركيز على الجانب النفسي أولاً.
علينا أن نعمل على جعل عقليتهم صحيحة لإزالة المعتقدات المقيدة والارتباطات السلبية تجاه المال، وغالبًا ما يكون من المدهش رؤية مدى انتشار هذا بين المراهقين.
السبق في بناء ثرواتهم وتنميتها
بمجرد أن يتعلم المراهقون أساسيات إدارة الأموال الذكية، يمكن بعد ذلك تقديمهم إلى التعليم المالي والاستثمار!
إن التعرف على هذه الدروس ثم تنفيذها سيمنحهم ميزة كبيرة على أي شخص آخر، الذين لن يتعلموا عادةً كيفية الاستثمار بذكاء حتى وقت لاحق – إذا كان ذلك متاحًا على الإطلاق – وبالتالي يخسرون أندر مورد على الإطلاق.
إن غرس هذه العادات في وقت مبكر من خلال التعليم المالي القوي يمنحهم السبق في نشاطهم لبناء الثروة.
يزيد من فهمهم للحياة
بمجرد أن يتعلم المراهقون ويفهمون كيفية كسب المال، وكيفية استخدامه بحكمة وكيف يمكنهم جعل أموالهم تعمل من أجلهم، يبدأون في رؤية جوانب أخرى من حياتهم وفهمها باستخدام هذه العدسة المفيدة الجديدة.
إنهم يدركون ما يعنيه، والأهم من ذلك ما يتطلبه الاستقلال والاعتماد على الذات.
يرغب الكثير من المراهقين في أن يصبحوا رواد أعمال، كما أن الحصول على تعليم مالي جيد يمنحهم نظرة أعمق لما يجعلهم ناجحين.
كونهم متعلمين ماليًا يساعدهم على تقييم الخيارات الأكاديمية والوظيفية المختلفة بناءً على أهداف حياتهم ورؤيتهم.
هذه التأثيرات الثلاثة الملحوظة للتعليم المالي على المراهقين هي شهادة على قيمة هذه المعرفة النقدية. كل واحد بمفرده قوي بما يكفي، لكنها تعمل معًا بشكل تآزري لتعزيز التأثير المتنوع.
مُترجم عن غولف بزنس
